أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

مرفأ
الذين يخشاهم المريض,,؟!
منيرة ناصر آل سليمان
ليس الغريب أن يربت الطبيب على المريض ويراعي لهفته ومشاعره وحتى مخاوفه، إنما الأكثر غرابة أن يراعي المريض مشاعر الطبيب ويحاول تهدئته,,!!هؤلاء هم بعض الأطباء لدينا؟! وخاصة في المستشفيات والمستوصفات الحكومية لا يحتملون ان يُكثر المريض من الكلام هو عندهم يهذر ويهدر المزيد من الوقت؟! وكأن وقتهم لم يخصص له,,!
بدعوى أن خلف هذا المريض مرضى كثُر ويحتاجون لهذا الوقت,, إذن أصبح الوقت هو المهم وليس المريض فأن ينجز (!) أكثر عدد من المرضى أفضل من أن يعالج أكبر عدد من الأمراض بعيدا عن سلسلة المهدئات والمسكنات الوقتية,,! متناسيا ان من أهم ما يُعين الطبيب على تشخيص المرض بدقة هو هذا الوصف الذي يقوله المريض عن حالته، والأسئلة التي يجب على الطبيب احترامها وليس احترام الوقت فقط,,!
وإلا كيف يصرخ طبيب في وجه مريض مقاطعاً إياه أنت جاي تحكي لي حكاية ؟!
نعم وعليك أن تسمع,,!
فكيف ستشخص المرض,,؟ فليس بالكشف وحده يمكنك ذلك إنما وبشرح الأعراض التي يعاني منها المريض بل وبتاريخ مرضه,,!
المؤلم في الأمر أن المريض أصبح يُهدىء الطبيب ويدعو له ويُحنن قلبه عليه,,! ثم يحاول أن يلتقط من كلماته المتداخلة الغاضبة شيئا عن حالته ومرضه وعلاجه,,!!
المفترض أن يعي الطبيب دوره فهو الذي جعل نفسه في مواجهة الناس وأمراضهم مهما كان ضغطهم وكثرتهم بل وحتى مستوياتهم وثقافتهم التي ينبغي أن ينزل بنفسه الى تلك المستويات لا أن ينتظر من امرأة عجوز أو شيخ مسن ان يرتقوا الى مستوياته المتعالية,,!!
إن هذا ما يجعل المريض يلجأ الى المستوصفات الخاصة والتي تستقبل جيوبه وترحب به وكأنه ضيف,, وهي تراه زبونا تحاول أن تكسبه,,! يضطر اليها مع معرفته أنها لن توازي المستشفيات والمستوصفات الحكومية لكن يكفيه مخاوفه من مرضه على أن يخاف طبيبه أيضا,,!
وأحياناً كثيرة للممرضة نصيب أيضا من هذه المخاوف وخاصة الأجنبية فكأن الواحدة منهن وهي تمشي بين المرضى المراجعين سيدة المكان,,!!فلها أن تصرخ في وجه المريض إن بدر منه ما يدعوها لذلك بحسب رأيها طبعا خاصة حين تناديه فلا يجيب,, تكرر الاسم وقد قلبت الحروف وأصبح اسماً آخر لا يمكن للمريض ان يفهم منه أنه هو المعني,,!
لعل من المهم أن يوكل فعلا لسعودي بمناداة الأسماء فهو المؤهل ليقولها كما يجب ان تقال,وحين يخلص المريض من طبيبه وممرضته يأتيه منعطف آخر عليه ان يجتازه ليخرج تماماً من همه مع مرضه الذي لازال عليه,,!!
الصيدلية هذه المعاناة التي كثيرا ما تلفظ زائريها الى الصيدليات المجاورة ليشتري الدواء مخافة الزحام والانتظار ساعات طوال وكذا تأفف من فيها وسرعة شرحهم لطريقة تناول العلاج,,!
وإن اضطر للانتظار تلك الساعات الطويلة يُصدم من الصيدلي بأن الدواء غير موجود,,!!
وبعد فإن من المهم لكل العاملين في المستشفيات والمستوصفات أن يقدروا ما هم فيه من مسؤولية ويعلموا أنهم من اختار هذا العمل الإنساني,,! الذي من أبرز سماته رحابة الصدر وسعة البال، وإلا فليبحثوا عن عمل بعيدا عن هموم الناس وأوجاعهم.
ولا أدري هل سيأتي الوقت الذي يُصبح فيه من شروط القبول في كليات الطب ان يكون المتقدم لها حليماً صبورا,,؟ بالتأكيد هؤلاء بعض وليس كل,,!
وأتمنى ألا تأخذ هذه الكل مكان البعض فيصبح الأمر خطيرا,,!
مرفأ صغير: تحية إعجاب لمنسوبة إحدى الصيدليات الأخت فوزية التي قالت إن عليها أن تحتمل المريض فهو يظل مريضاً وإن أخطأ.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved