| مقـالات
منذ سنوات كان كل أمل دول العالم الثالث، أو ما يطلق عليه بدول الجنوب ، إقامة حوار متوازن وعادل بينها وبين دول الشمال المتقدم، المستحوذ على جميع وسائل التقنية، والمحتكر لوسائل التكنولوجيا الحديثة,ورفعت دول الجنوب شعار إقامة نظام عادل إعلامي واقتصادي ليحقق التوازن بينها وبين الذين يقبعون في الشمال,, ودارت نقاشات وحوارات كانت أشبه بحوار الطرشان بين من يملك كل شيء ,, ومن لا يملك إلا الفتات!! وجاءت العولمة أو ما يطلق عليها الكونية نسبة إلى الكون، أو الكوكبة نسبة لكوكب الأرض، لتمحو كل ما يمكن أن يقال عن حوار أو نقاش بين الجنوب المتخلف والشمال الذي يسيطر ويهيمن على كل شيء, فالعولمة تريد بكل بساطة وهي تستطيع أن تحقق ما تريد إلغاء الحواجز، والحدود الجمركية وغير الجمركية، والنفاذ عبر السيادات الوطنية دون الحصول على تأشيرة أو تصريح أو حتى إذن ، وتفرض الشركات عابرة القارات المهيمنة على وسائل الاتصال وأدوات الاقتصاد ما تريد في الجنوب وغير الجنوب، المهم مصلحتها هي فقط ولا شيء غيرها,! ولذلك بات الحديث عن حوار بين الشمال والجنوب والحديث عن إقامة نظام إعلامي متوازن أو نظام اقتصادي متكافئ أشبه بالسراب, فهل تتقن دول الجنوب أن العولمة أو الهيمنة ألغت كل شيء وصار الحوار مع الأقوياء ضرباً من ضروب الخيال، فإما أن تكون أو لا تكون .
|
|
|
|
|