أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

دقات الثواني
آثار المدينة المنورة
د, عائض الردادي
أسعدني الخبر الذي نشر يوم الاحد 21/4/1421ه في الصحف عن توقيع الاستاذ الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة المعارف للآثار والمتاحف عقد ترميم مبنى سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة وتحويله الى متحف اسلامي ، فهذا الإجراء هو نقطة البداية الى العناية بآثار المدينة المنورة التي لم تعط حتى الآن العناية اللائقة بها.
المدينة المنورة اهم منطقة غنية بالآثار ليس ذلك من باب العاطفة ولا المبالغة بل هو الواقع التاريخي فآثارها من قبل الاسلام ومن بعده كثيرة جداً، ليس في المدينة الطاهرة وحدها بل وفي شمالها حتى تبوك ومن اهمها آثار بلاد الحجر التي تشتهر الآن بمدائن صالح التي يتطلع كثيرون للاطلاع عليها ولكنها ليست مهيئة لذلك لا من حيث اعداد مرشدين آثاريين ولا من حيث تجهيزها لاستقبالهم، ولا من حيث المواصلات او السكن وغيره.
قبل حوالي 6 سنوات ذهبت الى هناك ضمن مجموعة من المثقفين تصل الى حوالي مائة كلهم لا يعرفون كم تبعد العلا عن المدينة المنورة أما الآثار باستثناء اساتذة الآثار والمتخصصين والرحلة كانت ثرية بالرغم من قصرها لما شاهدناه من آثار عظيمة كانت بصدق مفاجئة لكثير منا مع اننا عنينا بمشاهدة آثار أقل منها في بلادأخرى.
قد لا يصدق انه لا يوجد بالمدينة متحف حتى الآن، بيد ان تجهيز مبنى سكة حديد الحجاز سيسد هذا النقص الذي ما كان ينبغي ان يوجد في منطقة تشهد آثارها بالتاريخ الضارب في اعماق التاريخ وآمل ان يشمل المتحف الآثار القديمة والإسلامية فكلها تاريخ، والتاريخ هو عمر الامم، والآثار هي شواهد هذا العمر.
وسكة حديد الحجاز نفسها اهملت سواء في هذا الموقع او المواقع الاخرى من تبوك الى المدينة، باستثناء محطة العلا، وارجو ان يتم الان استدراك مسافات بالحفاظ على المباني الباقية، وحفظ مسار السكة وحماه حتى يأتي الزمن الذي نرى فيه عودته كما كان.
الآثار في المدينة مصدر ثر من موارد الثروة الوطنية لواحسن استثمارها سواء على مستوى السياحة الداخلية ام الخارجية ولكن الأهم قبل كل ذلك هو صيانة هذه الثروة والحفاظ عليها ونحمد الله ان لدينا من الاساتذة المتخصصين في آثار المدينة عدد يعتز بهم كالدكاترة عبدالرحمن الانصاري وسعد الراشد وعلي غبان وعبدالله نصيف ومشلح المطيري وغيرهم.
بقي ان أشير الى نقطة مهمة وهي الحفاظ على الآثار وصيانتها في أماكن وجودها وعدم نقلها، لأن قيمتها في بقائها شاهدا تاريخيا في مكانها لتكون شاهدا من شواهد الارض يهتدي بها الدارسون والاجيال اللاحقة ويأخذون منها العبرة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved