لدينا مصادر تثقيفية عديدة يستطيع القارئ الجاد أن ينهل منها انواعاً من الثقافة والمعارف,, وتأتي في مقدمة هذه المصادر المجلة العربية التي يرأسها الأستاذ حمد القاضي,, ومجلة الحرس الوطني والتي يرأس تحريرها الأستاذ حسن بن عبدالله آل خليل,, وهناك مجلة العرب وكذلك مجلة اليمامة,, وكل هذه تعتبر مناهل ثرة بأنواع العلوم والمعارف, ويحرص المسؤولون عنها على توفير المادة الجيدة التي تثري فكر القارئ وتقرب إليه البعيد من الأفكار المفيدة,, لكن تبقى مجلة الحرس الوطني متميزة بما تقدمه من بحوث عسكرية,, وعلوم تقنية في هذا المجال وكذلك تحرص هذه المجلة على كتابة التاريخ العسكري للحروب,, وستكون بعد حين مصدراً يعتمد عليه في هذا المجال,, لأن التاريخ إذا لم يُسجل ويرصد فإنه يُنسى ويضيع,, وهي تختار مجموعة من الكتبة ذوي الاختصاص والاطلاع الواسع.
وقد استطاع الدكتور محمد بن عبدالله السلمان في بحث له عن الإمام تركي بن عبدالله أن يضع النقط على الحروف في بحث متأصل عن هذا الرجل الذي يعتبر مؤسس الدولة السعودية الثانية,, وفي الحقيقة إننا يجب أن نحسن التعبير حول هذه النقطة,, فنقول إن الإمام تركي بن عبدالله هو الرجل الثاني الذي أعاد للدولة السعودية المتأصلة هيبتها, وأقامها من عثرتها,, إذ إنه من الطبيعي أن تتعرض الدول لبعض العثرات والضعف خاصة إذا كانت تقوم في مكان مترامي الأطراف فيه من الميولات الشيء الكثير والجهل ينتشر فيه إذ إن الولاء يكون متذبذباً, لذلك جاء هذا الرجل مجدداً لكيان الدولة السعودية في فترتها الثانية,, وهذا البحث جاء موثقاً من مصادر متعددة,, وذكر صاحب البحث بعض الصفات الحميدة لهذا القائد الفذ من حيث العدل والاستقامة, وحرصه على تصحيح العقيدة,, وهذا ما ساهم في تيسير النجاحات له, وسيطرته على جزء كبير من الجزيرة حيث استمرت فترة حكمه عشر سنوات استقرت فيها البلاد وتخلصت من الدخلاء كالقوات المصرية والتركية ونعمت بحياة هنيئة ومستقرة.
وجاء في المجلة بعض البحوث العسكرية حول مختلف التقنيات العسكرية والصناعات الحربية, ولم تغفل المجلة الجانب الأدبي ففيها موضوعات جيدة في الأدب والشعر,, وازدانت ببعض المقالات الممتازة لسعد البواردي والأستاذ عبدالله الحقيل ولرئيس التحرير الأستاذ حسن بن عبدالله الخليل,, ومن ألذ المقالات الساخنة مقال للأديب صبار العنزي جاء في أخر الصفحات كان ساخرا ويعكس تصرفات بعض الزوجات وأمهات الزوجات,, وما يعانيه الرجل أحياناً عندما يدلهم الجو في البيت, أشكر القائمين على هذا السِفر الجيد وأرجو لهم دوام التوفيق.
|