|
| وَرّاق الجزيرة
تبث بعض القنوات الفضائية العربية بين فترة واخرى برامج مفيدة وجيدة تتناول الحديث عن الكتاب المخطوط في بعض البلدان العربية والاسلامية، فرأينا في احدى هذه القنوات حلقة مفيدة عن المخطوطات الاسلامية في طشقند، كما رأينا في قناة اخرى برنامجا مفيدا عن المخطوطات في دار الكتب المصرية ذات الكنوز الثرية والرائعة، ومثل ذلك برنامج آخر عن مكتبة الاسد الوطنية في دمشق وما تحويه من روائع المخطوطات العربية القديمة، وبثت قناة اخرى حلقة ممتعة عما تحويه مكتبة الجامع الكبير بصنعاء من مخطوطات تعود الى ازمان ضاربة في القدم ولا يخفى على احد ما تحمله هذه المكتبة من روائع ونفائس تشد اليها الرحال، وما ذكرته انما هو نماذج ولا تدل على ما في عالمنا العربي والاسلامي من تراث خطي هائل، وفي الوقت نفسه ما تقوم به وسائل الاعلام المرئية هو جزء من الرسالة الكبيرة التي تتشرف بها وسائل الاعلام على تعدد اشكالها من توعية المجتمع بما في بلادهم من روائع التراث المخطوط ونفائسه.
وحين يكون الحديث في هذا المجال وأهمية الحديث عنه في وسائل الاعلام فان المخطوط في المملكة العربية السعودية لابد ان يحظى بعناية كبيرة واهمية بالغة فالمملكة تحوي في هذا المجال ما يستحق ان تفرده وسائل الاعلام بالعديد من البرامج، ولو اردنا ان نتحدث بلغة الارقام لقلنا على سبيل المثال ان مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بالرياض يحوي اكثر من عشرين الف مخطوط اصلي ! وهذا الرقم صحيح وليس فيه ادنى مبالغة، هذا في مركز واحد فقط فما بالك بما في مكتبات مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والاحساء وغير ذلك من حواضر العلم في وطننا العزيز، ومما يثلج الصدر ان التراث المخطوط في بلادنا يلقى عناية كبيرة من مستويات عدة فمن التزويد المستمر للمكتبات والمراكز الى الفهرسة والتعقيم والصيانة والتحقيق والنشر والطباعة والعرض التجاري,, كل هذه الامور موجودة ملموسة في بلادنا,, لكن أليس من حق هذه المراكز والجهات البحثية ان يعرف الجمهور من غير اهل الاختصاص شيئا من اخبارها وجهودها عبر وسائل الاعلام المرئية التي تحظى بشعبية جارفة ومحبة كبيرة على جميع من يتابعها ببثها الارضي والفضائي ومن اجل هذا أليس من حقنا ان نسأل ونقول: ما المانع ان يكون هناك برنامج اسبوعي يقوم بجولات ميدانية على مراكز المخطوطات في بلادنا ويعرف الجمهور بما في هذه المكتبات من مخطوط، فتارة من مكتبة الحرم المكي وتارة اخرى من مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، ومثل ذلك مكتبة العباس بالطائف، وقل مثل ذلك عن مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
ويكون في هذه البرامج معلومات متنوعة تخدم الباحث المتخصص في المخطوط ولا يحرم المحب المتشوق للفائدة من غير اهل الاختصاص من معلومات تفيده عن المخطوط والورق القديم وكل ما له صلة بعالم المخطوطات وطرق حفظها وتعقيمها.
|
|
|
|
|
