| وطن ومواطن
حتى سنوات ليست بالبعيدة لم يكن الناس في مجتمعنا يعرفون شيئاً اسمه عنوسة النساء فقد كانت الفتاة فيما مضى تخطب وتتزوج بمجرد بلوغها سن الزواج وقد ساعد على ذلك ومكن له اسباب كثيرة منها:1 لم تكن المرأة في ذلك الحين موظفة وتتقاضى رواتب شهرية مجزية تمكنها من المساهمة في مصروفات الأسرة ومساعدة أفرادها الصغير منهم والكبير كما هي عليه الحال الآن مما جعل بعض أولياء الأمور إن لم يؤجل بنفسه تزويج بناته فإنه لا يخفي عليهن رغبته في ذلك من خلال بعض المواقف,2 لم يكن هناك فيما مضى أمام الرجال من خيار للزواج بغير نساء المجتمع أما في السنوات الأخيرة فقد صار الزواج من الخارج متاحا للكثيرين خاصة كبار السن وأصبح الحصول على (الفيزا) ليس بالأمر العسير وفي الخارج فتيات في عمر الزهور يعرضن أنفسهن للخطاب بأبخس المهور,3 تعدد الزوجات كان في الزمن السابق هو التقليد السائد لاعتبارات دينية واجتماعية وقليل من الرجال من كان يرضى آنذاك بزوجة واحدة أما الآن فقد غيرت الدعايات المضادة عبر وسائل الإعلام وفي المسلسلات من قناعات الكثيرين وصار القليل من الرجال من يرضى بأكثر من زوجة,لقد كان التعدد في تلك الأزمنة من أقوى الأسباب لاختفاء ظاهرة العنوسة وفي توفير فرص الزواج المبكر للمطلقات والارامل.
4 في السابق كان الأب هو الذي يقرر بنفسه متى تتزوج الفتاة وبمن تتزوج ومع انني لا أمتدح هذا الأسلوب على علاته إلا أنه مع ذلك كان سببا من أسباب موانع العنوسة لانه كان يعكس اهتمام الاب بتزويج فتياتهم في وقت مبكر وبأيسر المهور أما في السنوات الأخيرة فقد أصبحت سلطة الآباء شبه شكلية واصبح من الأمور المألوفة أن تؤجل الفتاة الموافقة على الزواج إلى مابعد التخرج من الكلية أو إنهاء الدراسات العليا مما تسبب في جعل الكثيرات على أبواب العنوسة أو داخل هذه الأبواب ,
محمد الحزاب الغفيلي
|
|
|
|
|