أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

مدارات شعبية

من مداريات الساحة
* كثر الشعراء العموديون ,, وقلت قيمة الشعر العمودي !!
قيمة الشعر العمودي أعني بها قيمة القصائد التي تكتب في هذا النوع من الشعر تماما مثلما حدث حين استسهل الناس عن خطأ كتابة الشعر الحر فذهب الصالح بظهر الطالح,, كما يقال!!
* كمية القصائد وعددها ليس دلالة على تطور الشعر أو ازدهار الحركة الشعرية وكثافة أعداد المقصدين أو المستشعرين وتمكنهم من ضبط موازين القصيدة ليس هو الشيء الوحيد المطلوب في كتابة الشعر.
* بعد جيل البياتي ما هو عدد القصائد وعدد الشعراء الذين أثروا وآثروا في القصيدة العمودية؟!
نقرأ آلاف القصائد لآلاف الأسماء,, أبياتها موزونة، كلماتها جميلة ورقيقة وناعمة ولكن,, هل يكفي ذلك حتى تكتمل القصيدة؟!
* كلمة واحدة في القصيدة تكفي لقلب كيان القارىء واصابته بمس كهربائي صاعق,, شطر واحد يكفي لقلب موازين الكلمات والاشطر والأبيات,, وميض مفاجىء يضيء العالم الكوني للقصيدة ويحيله الى بركان.
بالمقابل فاننا يمكن ان نقرأ مجوعة شعرية كاملة لأحد الشعراء ولا نلحظ ان ثمة قصيدة واحدة من بين عشرات القصائد المعنونة,, تشد الانتباه وتدعو الى الدهشة!!
* إن الكلام الجميل المنمق لم يعد يغني الحب بالدرجة الاولى ولم يعد يرضي الحبيبة بالدرجة ذاتها,, والا كنا استعرنا قصائد الحب الاولى واعدنا قراءتها مرة أخرى فهي أرق وأعذب وأكثر تعبيرا عن الحب,, من هذه القصائد التي تقال طوال ساعات النهار,, ولا تضيف أي جديد يذكر!!
فالكلمات الناعمة التي تتحرك فوق الاسطر برتابة وسكونية سرعان ما تتحول الى مستنقع آسن بفعل انغلاقها وهدوء حركتها,, ان ذلك هو تبديد للكلمات والمعاني وتمييع سخيف للشعر.
* الذين اغتالوا الشعر العمودي,, هم الشعراء (العموديون انفسهم) حين لم يحاولوا الخروج به عن القديم المألوف.
حين كبلوه بافكارهم الثابتة ومعاناتهم الضحلة.
حين لم يحاولوا الخروج به الى العالم اليومي الدافق بالحيوية والاحتراق,, فسمحوا بذلك للمتطفلين من اقتحام اسواره وتهديم قلاعه والعبث بمقدراته.
* الشعر العمودي ليس عاجزا,, وحدود القوافي ليست هي تلك الحدود الجمركية التي نفتش عن الكلمات المضيئة والهاربة من عمق القصيدة, انما المقيد والمحدد والعاجز,, هم أصحاب هذا الشعر أنفسهم.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved