* حائل عواطف اليوسف:
حركت الشاعرة الراسية (جمود الشعر) في حائل وألهبت الأكف بعدما تزاحم نساء حائل في قاعة قرية مشار السياحية في مشهد رائع,, رائع، كانت فيه الراسية في أوج حضورها وروعتها.
وهي تحيي أولى أماسي الشعر في مهرجان مشار السياحي القسم النسائي في صالة المناسبات بمدينة الألعاب الترفيهية بقرية مشار التي احتفلت بالنجاح من أول ليلة.
لم تكن (بدرية الصقري) التي ادارت الامسية بعيدة عن الواقع عندما أكدت أن اختيار الشاعرة الراسية لأولى أماسي الشعر في المهرجان هذا العام هو امتداد لنجاح أمسية الراسية الأولى بحائل وبحثاً عن تكرار هذا النجاح وهذا ماحدث!!
فما أن بدأت الراسية حتى خفقت القلوب وغنى الشعر مبتهجاً وخيم الصمت وأطلقت نظرات الاعجاب سهامها تجاه فارسة الشعر في تلك الليلة من كل صوب بالقاعة التي فاجأتني وأنا القريبة منها من قبل الأمسية لمرافقتي لها فأنشدت بثقة تثير الدهشة:
اخفقي ياراية العز فوق ديارنا
والعبي بسيف على الظلم بتارٍ شديد
إيه يا ارض البطولة نسوق اعمارنا
كل عمرٍ راح دونك يجي عمر جديد
وكأنها ارادت ان تصافح الوطن الاكبر قبل أن تمد زهور العشق إلى حائل محبوبة الراسية التي وجدت فيها اهلها ومحبيها فقالت بتوهج:
كن بين الضلوع العوج نهرٍ له لها هدير
وكن بين الماي وحايل سراب ارتويه
جيت ابروي قصة العشق في ذاك الغدير
يوم عذبات الصبايا على ذكره تجيه
وبعد قصيدة الوطن (وحايل الجود) حركت الراسية بوصلة الشعر تجاه (القلب) فامتزجت انفاس المساء بحميمية بعضها ببعض واحست الشاعرة الراسية أن حاضرات ذالك المساء ماهن إلا قلب واحد مرهف الحس أتى بشوق لمعانقة الشعر فانشدت تقول:
أما تموت لظماي أو تشربن كلي
وإلا نتلاقا وكلٍ يشرب الثاني
كم ليلة مارشفت الماي ياخلي
يبسن حنايا الضلوع وجيت شفقاني
اهرجك لامتى ياصاحبي قلي
إلى متى الموت لاشفتك تغشاني
فتفاعل الجمهور بحماس مع كل بيت من هذه القصيدة والقصائد المعروفة الأخرى وارتفعت سخونة الشعر ونسمات الشمال تدغدغ المساء بينما الشاعرة الراسية دخلت في أقصى أعماق القصيدة مهدية عاشقات الابداع درر المعاني وروعة القصيد مواصلة حرثها الباحث عن صبح جديد لاحبابها فقالت:
تثير بي الجنون وانتثر لك شوق ياجدي
تشب بي المعاني واحترق كلي على شانك
أنا ودي اسوق الهجن لعيونك وما ودي
اخاف اضغونهم تشغل عن الشعار شيطانك
ابا سرح جنون العشق اشد خطامها شدِّ
واشب اقصى ضلوعي لك وابحرقهم على شانك!
وتأثر كل من حضر الامسية بل أن هناك من بكى عندما صاحت الراسية بصوت حزين في قصيدة الأم وهي تقول:
اماه من ضيم المرض لاتونين
يون قلبي من ونينك ويرتاع
أماه أنا دمي نشف في الشرايين
ليت المرض فيني واسليك الاوجاع
نعم لقد اضاءت الشاعرة الراسية مساءات مشار في حائل واضاءت حائل سجلات الراسية بكثافة محبيها الذين تفاعلوا في نهاية الامسية في المداخلات والطلبات والاسئلة التي لم تخرج عن اطار هموم الساحة الشعبية وزواجها من الشاعر ممدوح المسطح ورأيها في بعض المجلات والصفحات الشعبية في الصحف المحلية وقد أكدت الشاعرة بعد نهاية الامسية في (تصريح) خاص للجزيرة أن هذه الامسية من أجمل الاماسي التي احيتها وقالت: إن شهادتي في محبات الشعر في حائل مجروحة لأنهن من أهلي وربعي وشكرت الجزيرة لحضورها المميز دائماً وأشارت أن تفاعل الجميع معها سواء في الأمسية السابقة أو الحالية يشجعها على خوض غمار إقامة أمسية ثالثة في حائل موطن الشعر والعذوبة والجمال.