| محليــات
حوار:أحمد الفهيد
الطموح,, السعي لتطوير الذات وصقل الإمكانات,, الإحباط,, الشروط والضوابط و الآليات المجدولة والإمكانات هذه المتناقضات تشكل طرفي معادلة يحصل باتزانها صقل مقدرات الشعوب وتحقق نهضة المجتمعات.
الجزيرة وضمن سعيها لتحقيق توازن هذه المعادلة نقلت استفسارات وتساؤلات الطامحين الى طاولة المانحين وفتحت فرصة أكبر للحوار المباشر والصريح بين المواطن والمسؤول.
حيث تلقت الجزيرة تساؤلات من خريجي كليات المعلمين الطامحين في الاستفادة من الفرص النظامية التي تمنحها وزارة المعارف لخريجي تلك الكليات لمواصلة دراستهم العليا من أجل تأهيل الكوادر الوطنية لتقوم بدورها بتأهيل المعلمين الذين سيحملون مسؤولية تعليم أبنائنا بشكل يحقق استيعاب هذه السلسلة من الكوادر لتوجهات خطة التعليم الشاملة من خلال تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
الجزيرة نقلت هذه الأسئلة والاستفسارات لوكالة شؤون الكليات بوزارة المعارف حيث حظيت اسئلتنا بترحيب وتجاوب من المسؤولين مما يعكس تقديرهم وتفهمهم لدور الصحافة في تحقيق التوازن بين وجهات النظر في المجتمع حيث التقينا سعادة الدكتور محمد حسن الصايغ وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الكليات الذي سألناه في البداية:
* كتب كثيرا عن معيدي كليات المعلمين الذين ينتظرون دورهم في الابتعاث لمواصلة استكمال تأهيلهم، ولكن لم يعقّب أي مسؤول في الوزار على هذه الكتابات والطروح المختلفة, لماذا؟
إن أي تساؤل أو طرح أو قضية تثار عبر الصحافة سواءً أكان هذا عن المعيدين أم المحاضرين محل اهتمام الوزارة ممثلة في وكالة كليات المعلمين وتتعامل مع مثل هذه القضايا بشكل حضاري نرى فيه ما يحقق الأهداف.
وفي هذا الاتجاه أحب ان أشير الى وجود قسم مختص يقوم على العناية بشؤون المحاضرين والمعيدين، ويتم التجاوب مع طلباتهم ورغباتهم ودراسة أوضاعهم، والعمل على تسهيل اجراءاتهم، وهذا عمل يومي تقوم به الوكالة عبر القسم المختص.
تخصصات بدون أساتذة سعوديين
* هل نحن نتمتع باكتفاء ذاتي فيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس في كليات المعلمين؟ وكيف نفسر خلو بعض التخصصات من أي دكتور سعودي؟
هناك خطة معتمدة للابتعاث الداخلي والخارجي للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه لسعودة أعضاء هيئة التدريس، وهي تسير كما هو مخطط لها ويلاحظ أن بعض التخصصات مثل الدراسات الإسلامية اللغة العربية الاجتماعيات المناهج وطرق التدريس والتربية والدراسات القرآنية تصل نسبة السعودة فيها إلى 90%.
أما بالنسبة للتخصصات النادرة التي يقل فيها عدد السعوديين من المختصين فإننا نضع لهذه التخصصات أولويتها في التوظيف والابتعاث مثل الرياضيات، والحاسب الآلي، والفيزياء، واللغة الإنجليزية.
* قامت الوزارة ضمن سعيها الحثيث لسعودة الوظائف التعليمية في كليات المعلمين بتعيين أعداد كبيرة من المعيدين ترى ما هي الخطة الكاملة لهذه السعودة، وما هي خطة الوزارة لتأهيل هؤلاء المعيدين عبر برامج الدراسات العليا ماجستير دكتوراه ؟
هذا السؤال يشتمل على سؤال وإجابته في نفس الوقت، فالوزارة في نطاق سعيها الحثيث نحو سعودة الوظائف حققت قفزة نوعية حيث بلغ عددهم على مستوى كليات المعلمين في المملكة 382 معيداً و 340 محاضراً.
أما عن خطة السعودة في الكليات فإنها تسير في مسارين متوازيين المسار الأول: اكمال الدراسات العليا في الداخل، وقد بلغ عددهم 217 مبتعثاً، المسار الثاني: الابتعاث الخارجي حيث يدرس الآن في الخارج 50 مبتعثاً.
إن خطة الابتعاث تسير بشكل جيد ونحن متفائلون بأن فترة السنوات الخمس القادمة ستقدم نقلة نوعية في هذا المضمار بعد عودة المبتعثين، علماً بأن عدد السعوديين من أعضاء هيئة التدريس بلغ 915.
* لا يخفى على سعادتكم ما لطول فترة الانتظار من آثار سلبية تنعكس على قدرة الطالب التحصيلية.
كيف يمكن للوزارة تقليص فترة الانقطاع عن الدراسة بين البكالوريوس والدراسات العليا للمحافظة على جاهزية الطالب المعيد أو المحاضر واستعداده لمواصلة الدراسة؟
الأصل في التوظيف بالنسبة للمعيد أو المحاضر هو أن يكمل دراسته في أسرع وقت ممكن غير أن إكمال الدراسة مرهون بالعديد من الإجراءات والتدريب للمعيدين حتى نتأكد من جاهزيتهم للابتعاث وبالنسبة للدراسات العليا بالداخل، فإن على المعيد قضاء عام كامل في العمل قبل التقدم بطلب التكميل.
بعد أن كانت الفترة المشترطة عامين وتم تقليلها بقرار مجلس الكليات الى عام واحد, هذا على صعيد الابتعاث الداخلي، أما على صعيد الابتعاث الخارجي، فان المدة النظامية تصل الى عامين.
* لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الوزارة والجهات المانحة بحيث تُعطي أولوية الابتعاث الخارجي لمنسوبي كليات الوزارة من معيدين ومحاضرين؟
هناك تنسيق بين قطاعات الوزارة حيال ابتعاث منسوبي كليات المعلمين وإعطائهم الأولوية وروعي ذلك عند وضع خطط الابتعاث لمنسوبي الوزارة.
ثم ان جميع المنح التي تقدم للوزارة يتم الاستفادة منها في حينه لابتعاث معيدي ومحاضري ومنسوبي كليات المعلمين حسب الأولوية وحسب التخصصات النادرة.
* لماذا لا يتم التنسيق بين الوزارة والجامعات السعودية لفتح كثير من المسارات التي تحتاجها الوزارة لمعيديها وكذلك حجز مقاعد للمعيدين في كليات الدراسات العليا التابعة لهذه الجامعات؟
قامت الوزارة بمخاطبة الجامعات السعودية حول تسهيل قيود المعيدين والمحاضرين من منسوبي كليات المعلمين في برامج الدراسات العليا لاعطائهم الأولوية في القبول، وقد أبدت الجامعات استعدادها لتفهم حاجة الكليات.
استمرارية الابتعاث ضرورة
* يبلغ عدد المعيدين حالياً حوالي 374 معيدا حسب آخر الإحصاءات المتوفرة لنا فمتى سيتم ابتعاث هذه المجموعة؟ وهل سيتم ابتعاث كل من سبق ان حصل على وعد بذلك؟ او حتى هل لنا ان نعلم اذا كان هناك توجهات للوزارة لوقف برامج الابتعاث؟
يتم ابتعاثهم وفق معايير محددة، وبعد مضي المدة النظامية وأول هذه المعايير حصول المبتعث على القبول.
إننا في الوكالة نتيح الفرصة لكل من يُعين معيداً أو محاضراً لاستكمال الدراسة والابتعاث فالأصل ان أعضاء هيئة التدريس من حملة الدكتوراه في تخصصاتهم.
أما بالنسبة للابتعاث فالواقع ان الخطة والهدف هو الاستمرار في الابتعاث الداخلي والخارجي، وأحب أن أؤكد أن كل من يستقطب معيداً أو محاضراً فإن الفرصة مهيأة له لاستكمال دراسته العليا.
الابتعاث حاجة وليس ترفيهاً
* الى اي مدى تنظرون لأهمية الابتعاث وتطوير هؤلاء المعيدين؟ وهل ننظر لموضوع الابتعاث على أنه ميزة تمنح للمبتعث أم انه حاجة وجزء رئيسي من الخطة الشاملة لتطوير التعليم؟
نحن ننظر الى الابتعاث بأنه ضرورة ومطلب حيوي نسعى من خلاله الى رفع قدرات منسوبي الكليات بما يعود على العملية التربوية بالخير العميم، وعموماً فإن كل من يستقطب معيداً أو محاضراً فإن من حقه مواصلة تعليمه العالي.
* هل لنا أن ننظر الى تقليص برامج الابتعاث على انه اعتراف من الوزارة بكفاية الشهادات والمؤهلات التي يحملها المعيدون والمحاضرون للتدريس في هذه الكليات، وبالتالي تأهيل المعلمين؟
الواقع يؤكد عدم دقة وصدق هذه المقولة فالسنوات الخمس الأخيرة شهدت قفزة نوعية تمثلت في ابتعاث أعداد كبيرة من المعيدين والمحاضرين سواء على مستوى الابتعاث الداخلي أم الخارجي.
* هل لي أن اتساءل عن عدد العقود التي ارتبطت بها الوزارة مع أعضاء هيئة التدريس من الدول العربية لهذا العام؟
إن عملية التعاقد من الخارج ترتبط باحتياج الكليات، وهذه الحاجة تنحصر في بعض التخصصات النادرة التي تحتاجها الكليات، ومن ناحية أخرى، فإن التعاقد يتم لتهيئة الفرصة للمحاضرين لاكمال دراستهم، ومن ثم احلال السعودي بعد تأهيله محل المتعاقد.
* لماذا لا تلقى قضية مثل الابتعاث نفس الاهتمام الإعلامي من ناحية سرعة التجاوب والتفاعل السريع على الرغم من تقديرنا لتجاوبكم مقارنة بقضايا أخرى مثل ضرب المعلم للطالب مثلاً؟
الابتعاث ليس قضية وإنما هدف تسعى الوكالة لتحقيقه وذلك لرفع كفاءة المعيد والمحاضر بكليات المعلمين وفق خطط محددة ومعتمدة.
وختاماً,.
حرصنا كل الحرص على ان نوفر إجابة لتساؤلاتنا وتساؤلاتكم حول قضية الابتعاث، نتمنى ان تكون هذه الاجابات الحذرة والدقيقة المقتضبة قد وفرت اجابة لتساؤلات المعنيين.
كما يسرنا ان نستقبل مزيدا من الاستفسارات حتى ولو كانت في قوالب حالات خاصة لكي نستثمر أريحية المسؤولين في الوزارة للإجابة عليها وذلك عبر الفاكس 4871052 عناية أحمد الفهيد.
|
|
|
|
|