| القرية الالكترونية
مسابقة جميلة قدمها موقع شبكة زي دي التلفزيونية على الإنترنت تحت عنوان (هذا من صنعك), لفت نظري في هذه المسابقة التشجيع الذي يلقاه الشباب للمشاركة في صنع أفلام فيديو رقمية ثم تسليمها للموقع ليقوم بتقييمها وإدراجها في المسابقة, ويحصل الفائزون بالمراكز الأولى على فرصة لعرض أعمالهم في برنامج تلفزيوني خصص لهذه المسابقة ومقابلة متلفزة مع الفائزين عبر الإنترنت ليشرحوا من خلالها الخطوات والبرامج التي استخدموها لإتمام مشاريعهم, ولقد أعجبت كثيرا للجهود التي بذلها كثير من أولئك المشاركين والذين كان كثير منهم في سن المراهقة, فقد قدموا أعمالا على مستوى متقدم تشمل استخدام تقنيات فائقة عديدة تتراوح ما بين برامج الرسوميات مثل أدوبي فوتوشوب Adobe Photoshop وبريميير Adobe Premier وبرامج الأبعاد الثلاثية والرسوم المتحركة مثل Alias Animator وغيرها, ويجدر بالذكر أن هذه التقنيات المتقدمة قد استخدمت بالفعل في إنتاج برامج وأفلام مشهورة مثل أفلام ديزني الأسد الملك وقصة لعبة والفيلم الأخير ديناصور والذي كان تحفة تقنية من الرسوم المتحركة، ويعتبر استخدام هؤلاء الهواة لها أمرا يستحق الإشادة والإعجاب.
ويلقى هذا البرنامج قبولا منقطع النظير من الشبان والهواة لتقديم أعمالهم في حلقاته المختلفة والتي تعرض مشاركات تم جمعها خلال خمس مسابقات تم تقديمها حتى الآن, ويعرض البرنامج التلفزيوني المخصص لهذه المسابقة مختلف الخطوات التي يمر بها الفيلم المشارك من بدئ المنتج في رسم مخطط الفيلم على الورق وحتى انتهائه من إنتاجه على الكمبيوتر مما يعود بالفائدة على المشاهدين.
يرتبط بهذا الأمر، جانب آخر حضر في ذهني وأنا أتابع هذه المسابقات, فلدى اطلاعي على أخبار المراكز الصيفية في المملكة، أحس بكثير من الارتياح والرضا لما تقدمه هذه المراكز لشبابنا من فرص للتعليم والتدريب اللاصفي المجاني، مما فيه حفظ لأوقاتهم واستثمار لوقت فراغهم وتطوير قدراتهم وهواياتهم وتدعيمها بعيدا عن متطلبات الدراسة, فقد اطلعت على ما تقدمه هذه المراكز من برامج تدريبية في الحاسب الآلي والطباعة وغيرها من المهارات التي أصبحت ضرورية لشبابنا هذه الأيام.
ووضع أقدام شبابنا على أول الطريق من خلال دورات قصيرة ومكثفة من هذا النوع، من شأنه ان يساهم إلى حد بعيد في زرع بذرة المجتمع الرقمي والتقني القادر على مواكبة متطلبات العصر وإرهاصات التقدم التقني التي باتت تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة الإنسانية, وحين يأتي هذا التدريب اختياريا وخاضعا لرغبات الشباب، فإن ثمرته تكون أفضل وأكثر تأثيرا فيهم.
ومن المؤمل أن يسهم هذا الوعي الجماعي الذي تنوعت مظاهره واتسعت دائرته لتبدأ من رأس الهرم وحتى أطراف المجتمع, فبحمد الله، تجد التقنية دعما كبيرا في بلادنا وها نحن نرى التعليم يعانق التقنية في مدارسنا من خلال مشروع وطني لإدخال الحاسب إلى المدارس, وهذا المشروع الواعد من شأنه إذا أنجز أن يقدم لنا شبابا أكثر جاهزية للاستجابة لمتطلبات العصر والمستقبل.
وقد تلقيت من أحد القراء الكرام طلبا عبر البريد الإلكتروني لإحالته إلى برامج يرغب في اقتنائها لأطفاله ليقضوا أوقاتهم في العطلة الصيفية فيما يفيدهم, وقد شكرت هذا الأخ الكريم على حرصه على الإفادة من وقت فراغ أبنائه وتقديم ما يروق لهم ويفيدهم في ذات الوقت, وقد أحلته إلى بعض البرامج التعليمية التي بنيت على هيئة العاب تعليمية ووجدت لدى تجربتها مع أبنائي أنها تجمع المتعة والفائدة في إطار واحد, وهذا الوعي الذي أجده لدى هذا القارئ الكريم وذلك الاستثمار الواعي لوقت فراغ الأبناء الذي بدا واضحا لدى الكثير من اولياء الامور الذين ألحقوا ابناءهم بالمراكز الصيفية التي تقدم الدورات التدريبية لمنتسبيها، كل ذلك من شأنه أن يسهم الى حد كبير في تهيئة ابنائنا للتعامل بشكل افضل مع معطيات التقنية التي تتنامى من حولهم, والمؤمل أن يرافق هذا الإتجاه وعي اكبر بجوانب التقنية الأخرى التي ينبغي أن يعيها اولياء الامور الى حد كبير.
ولعل حديثا قادما يناقش ما ارمي اليه من اهمية الوعي لدى اولياء الامور بجوانب التقنية الاخرى التي لا مناص لأي ولي امر من معرفتها والاحاطة بها لكي لا توصل التقنية الأبناء الى نتائج لا تحمد عقباها,
|
|
|
|
|