| مقـالات
قبيل بدء اختبارات الثانوية العامة في العام المنصرم حمل إلى بريدي الإلكتروني رسالة ممهورة باسم مجموعة من طلاب الثانوية العامة بمدينة الرياض , أبدى هؤلاء الطلاب تخوفهم مما قد يلحق بهم من ضرر جراء تطبيق المعايير الجديدة للاختبارات, لم أشأ في ذلك الوقت أن أعلق على هذا الأمر، وآثرت التريث إلى حين ظهور نتائج تطبيق للائحة الجديدة.
ماذا الذي كان يخشاه هؤلاء الطلاب؟ أجيبك بالقول: لقد خشي هؤلاء الطلاب أن تطبق بحقهم القاعدة الأزلية العادلة التي تقول ان المكافأة يجب أن تأتي على قدر الجهد المبذول,
وأي ضير في ذلك ياطلاب مدينة الرياض؟ لعمري إن جزءاً مهما من التخبط الذي نواجهه اليوم في بعض مؤسساتنا يعود إلى غياب تطبيق هذه القاعدة الذهبية, هل هو من العدل في شيء أن نساوي بين مردود مادتين دراسيتين يختلفان اختلافا كثيرا فيما يتطلبانه من وقت وجهد وتدريب وتطبيق؟, وهنا لابد من التذكير بأن عدم المساواة بين مادة دراسية وأخرى في التأثير على المعدل الدراسي لا يعني إطلاقا إن إحداهما أكثر أهمية من الأخرى بقدر ما يعني أن إحداهما تتطلب وقتا وجهدا وتدريبا أكبر مما تتطلبه أختها.
إن المتأمل الآن في حال تعليم طلابنا يلحظ أن العلوم والرياضيات في المرحلة التوجيهية بدأت تستأثر بجهود الطلاب, ومن هنا تبدأ عادة قصة نجاح النظام التعليمي، بل وقصة نجاح الوطن, إن مثل هذا التوجه سوف يؤسس لمهارات التفكير المنطقي والتحليلي والإبداعي عند طلابنا, إننا بهذا التوجه نكون قد بدأنا فعلا في البناء المبكر للعقول القادرة على استنبات التقنية.
تحذير:
اعتدنا كملتقين أن نقبل بما يُعرض علينا من أفكار عندما تكون مدعومة ومقرونة بالأرقام والإحصائيات, ولكن دعني أقول لك: لا تدع الإحصائيات تخدعك, تذكر أن الإحصائيات لا تكذب ولكن يُكذب بها, حذار أن تقبل بما يعرض عليك من إحصائيات ما لم تكن على دراية تامة بالمفاهيم والتعاريف التي تقيسها وتتحدث عنها تلك الإحصائيات, إنه من الممكن إثبات أن التعليم في بلد ما متخلف بالرجوع إلى بياناته الإحصائية، كما ويمكن في الوقت نفسه إثبات عكس ذلك بالرجوع إلى البيانات نفسها, الأمر هنا يعتمد على كيف يمكنك أن تتلاعب بالأرقام وتعرضها في القالب الذي يخدم غرضك.
إذا كان أحد أبنائك يعاني من ضعف في الكتابة فحذار أن تطلب منه أن يكثِّف من التدريب على الكتابة, إن مجرد التدريب المركز على الكتابة لن يحقق سوى تأصيل وثبيت العادات والأساليب الخاطئة في الكتابة، الأمر الذي يجعل من اقتلاع تلك العادات المستقبل أمرا صعباً, التدخل المبكر في علاج ضعف مهارات الكتابة يسهل كثيرا من تلك المهمة.
Email: alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|