| العالم اليوم
لم تعد الدول المحرومة من الأنهار وحدها التي تعاني من شح المياه الصالحة للشرب والزراعة فحتى الدول التي حباها الله بالأنهار تعاني من قلة المياه في ظل تزايد ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وانتشار الجفاف الذي أصاب حتى الدول التي تمر في أراضيها أنهار كبيرة، ففي افريقيا والمنطقة العربية تعاني أثيوبيا والسودان رغم مرور نهر النيل في أراضيهما والعراق وسوريا بالرغم من وجود نهري دجلة والفرات في العراق والفرات في سوريا.
وقالت منظمة غلوبال انفايرنمنت فاسيليتي المختصة بشؤون البيئة تحت رعاية الأمم المتحدة والبنك الدولي ان النقص هو صلب الأزمة الشاملة للمياه وأعلن رئيس المنظمة محمد العشري ان المياه المجانية هي المياه المبتذلة , ودعا الحكومات الى مضاعفة جهودها لخلق العائدات واجتذاب القطاع الخاص لكي تتوفر في المدن مياه موزعة بشكل أفضل وأنقى وتأمين خدمات أفضل للتوزيع .
وتفيد التقديرات ان استخدام المياه العذبة سيزداد بنسبة 40 في المائة بحلول العام 2020، شرط ازدياد كميات المياه المتوافرة بنسبة 17 الى 50 في المائة لانتاج المواد الغذائية الضرورية لسكان العالم الذي سيتراوح تعداده بين ثمانية وتسعة مليارات نسمة في العام 2050م.
وتؤكد اللجنة العالمية للمياه، التابعة للأمم المتحدة، ان 5,2 في المائة فقط من المياه على الأرض ليست مالحة وان أكثر من ثلثي هذه المياه، متجمع اما في الكتل الجليدية او بعيدا عن المناطق الآهلة التي يزداد تمركزها في المناطق الساحلية.
وتقول ساندرا بوستل العاملة في مؤسسة وورلد ووتش الأمريكية ان أكثر من ثلاثة مليارات انسان سيحرمون في العام 2025 من الاستفادة الكاملة من موارد المياه.
وخلال ندوة عالمية حول المياه عقدت في آذار / مارس الماضي، طلبت شركات التوزيع من الحكومات الحفاظ على الموارد عبر الغاء الحوافز المالية التي تشجع على الهدر.
وطالب كثير من الخطباء الدول بسحب هذه الموارد الحيوية من عهدة الشركات الخاصة.
ولكن يبدو مؤكدا انه سيكون للشركات الخاصة دورها في مستقبل المياه اذا ما احتسب مبلغ ال180 مليار دولار الذي يفترض ان يستثمر سنويا لتطوير موارد المياه وبناها التحتية اللازمة.
وقال أنديا ميرلا مدير مشروع غلوبال انفايرنمنت فاسيليتي لوكالة الأنباء الفرنسية ردا على أسئلة مراسلها وليام اكس الذي نشر تقريرا حول الموضوع ان القيام بمقاربة شاملة ومنسقة أمر ضروري لتجنب وقوع ازمات في المستقبل وتسوية النزاعات، سواء في الشرق الأوسط أو على طول نهري ميكونغ والنيل او حول بحر أورال في آسيا أو بحيرة تشاد في افريقيا أو حول توزيع عادل لمياه نهري الفرات ودجلة بين تركيا وسوريا والعراق.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|