| الريـاضيـة
* كتب خالد الدوس:
لن ينسى تاريخ الرياضة بالمنطقة الوسطى ابرز الشخصيات الرياضية والأسماء الكروية التي عاصرت الاحداث التأسيسية لهذه الحركة وهي في مهدها وبداياتها الاولى فتكبدت التعب والمشقة وسكبت حبات العرق من اجل بناء وإقامة هذه الرياضة بالمنطقة الوسطى وفي الجزيرة نحرص دائما على ان نكون أوفياء مع من خدموا هذه الحركة خاصة اولئك الذين رحلوا عن هذه الدنيا الفانية وقد تركوا اسماءهم محفورة في ذاكرة الماضي وأخاديد الزمن واليوم نقدم لقرائنا الاعزاء حلقة خاصة مدعمة بالصور التاريخية عن حياة قائد فريق النجمة والشباب في الثمانينيات الهجرية الراحل (عبدالله المهنا) الشهير ب (عمر حامد) يرحمه الله ابرز نجوم تلك الحقبة المندثرة بالمنطقة الوسطى وممن نالوا وسام الإشادة من رائد الرياضة السعودية الاول الأمير عبدالله الفيصل حفظه الله.
تطالعونها عبر السطور التالية:
البداية
بدأ قائد فريق النجمة الراحل عمر حامد حياته الرياضية مع فريق نجمة الهلال المنبثق من اشبال فريق الاولمبي (الهلال حاليا) اواخر عقد السبعينيات الهجرية حيث حظي هذا الفريق الصغير باعمار لاعبيه بدعم قوي ومباشر من شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد (كساه الله ثوب الصحة والعافية),, واشرف عليه وتزعمه الاستاذ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ,, المؤسس الحقيقي لنادي النجمة,, الذي تم دمجه مع فريق شباب الرياض (الشباب حاليا) عام 1388ه.
لعب عمر حامد (يرحمه الله) في صفوف نجمة الهلال وهو ابن 15 ربيعا مع مجموعة من الاشبال امثال عبدالعزيز الجويعي وفهد الوعيل وعبدالله الرزقان (كندا) وعزيز جمعان وصالح العقيل وعقيل العقيل وسعد البس وسعود الجارالله وعبداللطيف آل الشيخ بعد ذلك استقل الفريق ولم تكن له علاقة بالهلال الكبير طبقا لما ذكره مؤسس النجمة (عبدالرحمن آل الشيخ).
حيث اتجه بعض اللاعبين لفريق الهلال (بعد حركة التصنيف الرسمية) كعزيز جمعان وناصر الزرقان وابناء العقيل والبس واستمرت البقية بفريق نجمة الهلال ومن ضمنهم عمر حامد الذي لعب دورا كبيرا في دعم الفريق بلاعبين من الاعتماد (قبل حله) كعبدالله بن سالم وسالم حبيب (التنبكتي) وفهد بن بريك وابن وثلان وغيرهم بحكم علاقته القوية بهم,, وبالمقابل اضحت تلك المجموعة الشابة تزاول تدريباتها اليومية على ملعب يقال له (القوعة) بحي الظهيرة تحت اشراف ومتابعة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ الذي دعم ومد الفرق بالكور والملابس وامور الصرف حتى انشأ كيانا لهذه الاسماء التي كانت تتراوح اعمارها آنذاك ما بين 15 17 عاما.
موهبة فطرية
تجلت موهبته الفطرية كلاعب خط وسط يملك كل مؤهلات وادوات البروز والتألق داخل ارض الملعب في وقت مبكر من عمره الرياضي,, فقد كان (يرحمه الله) يقوم بمهمة مزدوجة في دعم المنطقة الخلفية ومساندة خط المقدمة المكون من ثنائي الهجوم الخطر فهد بن بريك الذي اشتهر بلقب (دكتور الكرة) وعبداللطيف آل الشيخ (لطفي),, فشكل بجانب هذا الثنائي الناري قوة ضاربة لعبت دورا مؤثرا في قيادة الفريق النجماوي نحو تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات وابرزها احتكاره بطولات منطقة الوسطى للدرجة الثانية (3) مرات ووصوله لنهائي بطولة المملكة للدرجة الثانية عام 1385ه فضلا عن النتائج القوية والمستويات الباهرة التي جسدها (شياطين الكرة) في اول موسم يصعد الفريق فيه لدوري الدرجة الاولى (الممتاز حاليا) حيث كسب فريق الهلال مرتين في الدوري (1386ه) بنتيجة 2/0 و3/1.
أبرز المدربين
ابرز المدربين الذين اشرفوا على تدريب النجمة,, وممن ساهموا في دعم قدرات النجم الفذ الراحل (عمر حامد) وصقل موهبته,, هم السوداني عبدالعزيز التتش الذي راهن على نجاحه منذ الوهلة الاولى التي اشرف فيها على الفريق وخضر رمضان وعبدالله الكنج وهؤلاء هم ابرز المدربين الذين استفاد من توجيهاتهم وتعليماتهم الفنية والكلام على لسان ابناء جيله (ناصر النومان وفهد بن بريك وفهد بن عبيد) الذين اشادوا كثيرا بقدراتهم التدريبية.
أول قائد نجماوي
تقديرا لدوره الكبير ومساهمته الفاعلة في دعم الحركة التأسيسية لفريق (نجمة الرياض) فنيا رشحه الجميع من ادارة ولاعبين وجهاز فني لحمل شارة القيادة كأول لاعب نجماوي ينال هذا الشرف بعد تصنيف الفريق رسميا في مطلع الثمانينيات والغريب انه حمل شارة الكابتنية والمسؤولية وهو ابن 17 ربيعا فكان ذا همة كبيرة وقائدا مثاليا في تعامله وتوجيهاته داخل الملعب مما اكسبه حب واحترام الجميع داخل ميدان المنافسة وبالمقابل جاء اطلاق لقب عمر حامد على عبدالله المهنا نظرا لكونه كان يشبه لاعب فريق اتحاد جدة,, السوداني في السبعينيات عمر حامد في ادائه وطريقة لعبه وتحركاته داخل ارض الملعب.
مقومات النجاح
تميز عمر حامد داخل ارض الملعب بامتلاكه لقدم قوية وقدرته الفائقة على احراز الاهداف من كرات ثابتة, بجانب امكاناته الجيدة على بناء وتنظيم الهجمات لخط المقدمة بشكل سليم ومتقن فضلا عن تكوينه الجسماني وطوله الفارع اللذين يساعدانه بلاشك على النجاح ميدانياً.
رفض عروض الأندية!!
في اول موسم يصعد فيه النجمة عام 1386ه وذلك بقرار وزاري تضمن ترفيعه لمصاف اندية الدرجة الاولى,, قدم الفريق عروضا قوية ونتائج مثيرة للجدل وابرزها فوزه على الهلال مرتين كما اشرت انفا فحصل (شياطين الكرة) على المركز الثاني في سلم الترتيب العام بالدوري رغم حداثة التجربة وقلة الخبرة في هذا المضمار.
هذا الحضور القوي والمميز جعل (نجمة الرياض) تحوز على شهرة واسعة وسمعة كروية عالية على مستوى المناطق,, مما دفع الاندية الكبيرة لنثر العروض والمغريات على طاولة ادارة النجمة التي كان يرأسها آنذاك محمد سعيد باعشن (يرحمه الله) في محاولة لخطف ابرز نجوم الفريق يتقدمهم العقل المفكر والقائد الكبير عمر حامد وهداف الفريق فهد بن بريك والمهاجم اللامع فهد بن عبيد الا ان حب واخلاص هؤلاء لفريقهم واشتهارهم بذلك رفضوا كل العروض والاغراءات وفضلوا البقاء داخل داهليز ناديهم الذي قدمهم لساحة النجومية والشهرة.
العقل المفكر
عقب نجاح الفريق المدهش في الدوري عام 1386ه طلب صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل (اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية) من ادارة النادي آنذاك زيارته في قصره بجدة فسافر افراد الفريق (ادارة ولاعبون وجهاز فني) للمنطقة الغربية وتشرفوا بالسلام عليه (يحفظه الله) وعندما تقدم كابتن النجمة عمر حامد للسلام عليه عرفه وبادره سموه الكريم وبكل بساطة وتواضع قائلا: انت عقل الفريق المفكر, وهذه الاشادة واللفتة الكريمة بلاشك كان لها الاثر الايجابي في نفسه (يرحمه الله) وهذا الكلام على لسان (فهد بن منيف) (سعدا).
سرق انظار الوحداويين!!
لعب النجمة ضد فريق الوحدة لقاء وديا ابان الجولة التحضيرية التي قام بها الفريق استعدادا لدوري عام 1387ه على ملعب ساحة اسلام بمكة المكرمة ورغم خسارته ب 2/1 قدم شياطين الكرة مستوى عاليا احرجوا فرسان مكة وشكلوا ندا قويا لهم رغم الاسماء الكبيرة والنجوم الرنانة التي كانت الخارطة الحمراء تزخر بهم امثال عبدالرحمن الجعيد ولطفي وسعيد لبان وحسني باز وبصيري,, وكان ابرز نجوم تلك المباراة قائد النجمة عمر حامد الذي تألق على نحو لافت للانظار وسرق اعجاب الجماهير الوحداوية التي اكتظت بها جنبات ملعب ساحة اسلام وبعد نهاية اللقاء قام رئيس الوحدة الراحل (عبدالله عريف) باصطحاب اللاعب معه وعرض عليه فكرة الانضمام لفريقه ولكنه ورفض العرض الوحداوي مؤكدا حبه وولاءه لناديه.
لعب لمنتخب الوسطى والمملكة
انضم لمنتخب الوسطى ولعب في صفوفه اساسيا في بطولة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق عامي (86 87) وتوقفت تلك الدورة بعد ان صاحبها بعض الاشكال والحزازيات والتنافس الذي خرج عن اطاره المألوف واهدافه السامية كما تم اختياره لمنتخب المملكة في النصف الثاني من عقد الثمانينات طبعا لم تكن هناك مشاركات رسمية للمنتخب انما كانت مشاركاته مقتصرة على اقامة لقاءات ودية وحبية مع بعض المنتخبات الزائرة آنذاك.
نجم جماهيري
لتفوقه فنيا وسلوكيا داخل الساحة الرياضية حظي (عقل النجمه المفكر) بمتابعة جماهيرية التي كانت تعشق فنه وتطرب لادائه وعطائه المميز لدرجة ان اغلب جماهير الاندية بالمنطقة الوسطى كانت تحرص بحضور كل المباريات التي يكون فريق النجمة طرفا فيها لمشاهدة قائده عن كثب طبقا لما ذكره حارس النجمة (ناصر التومان).
قرار الدمج
عندما تم دمج النجمة مع فريق شباب الرياض اواخر عقد الثمانينات كما ذكرت سلفا,, ابتعد اكثر من 25 لاعبا من النجمة وقرر هجرة الملاعب بصفة نهائية وذلك احتجاجا على قرار الدمج حيث انضم لفريق الشباب حدود سبعة لاعبين تقريبا من النجمة وهم كابتن الفريق عمر حامد وفهد بن منيف وعبدالله بن سالم وفهد بن بريك وعبداللطيف آل الشيخ وناصر النومان وفهد بن عبيد وشكل انضمام هؤلاء اللاعبون دعماً قويا لشيخ الاندية الذي تعززت صفوفه بتلك الخامات الطيبة التي قادت (الشباب) للوصول لنهائي كأس الملك اواخر تلك الحقبة الفارطة حيث لعب عمر حامد في صفوف (شيخ الاندية) موسمين واصيب ضد الهلال وكانت تلك المباراة اخر عهده في عالم المدورة.
يوم أصيب أمام الهلال
ففي اللقاء الذي جمع الشباب بفريق الهلال ضمن لقاءات الدوري الذي شهده ملعب الصايغ نهاية الثمانينات حصل احتكاك قوي بين اللاعب عمر حامد ومدافع الهلال حسين عليان واصيب على اثر ذلك بكسر في عظمة الساق اليمنى وخرج من المباراة متأثرا بتلك الاصابة (غير المقصودة بالطبع) وعندما علم الامير عبدالله الفيصل بذلك تبنى يحفظه الله حالته الصحية وامر بارساله للخارج لتلقي العلاج هناك وعلى حسابه الخاص حيث مكث بالخارج شهرا ونيفا وعاد وانخرط في تدريبات الفريق الشبابي اياما قليلة ولكنه اكتشف فجأة انه مصاب بسرطان الدم فسافر برفقة مؤسس النجمة عبدالرحمن آل الشيخ للبنان وامضى هناك اسابيع قليلة وعاد للعاصمة وبعد شهرين توفي يرحمه الله وهو ابن (26) عاما فعم الوسط الرياضي حزن عميق والم شديد على رحيل نجم جمع كل الصفات الطيبة في ذاته.
أسماء في الذاكرة
ثمة لاعبون لاتزال اسماؤهم عالقة في ذاكرة الزمن,, عمر حامد القائد المثالي وفهد بن بريك وفهد بن عبيد وعبدالله بن سالم وسعدا وعبداللطيف آل الشيخ وعبدالعزيز الجويعي ودخيل فرج وسالم حبيب والنومان وابن مسلم أسماء كثيرة الجميلة بعطائها وحبها لشعار ناديها التي ملأت ملعب الصايغ صخبا وصيتاً وأثرت الساحة الرياضية فنا ولمعاناً وصفقت لها الجماهير بمختلف ميولها وانتماءتها بالمنطقة الوسطى.
ماذا يقول ابناء النجمة عن قائده الراحل؟!!
* الاستاذ عبدالرحمن آل الشيخ:
الحديث عن نجم الفريق الراحل عمر حامد (يرحمه الله) يحتاج إلى مساحة كبيرة من السطور إذ كان يعد من خيرة اللاعبين فنا وخلقا واكثرهم اخلاصا ووفاء لفريقه ويكفي انه رفض اكثر من عرض من شخصيات رياضية مرموقة, عمر حامد لاعب كان يجبرك على احترامه وتقبل كلامه بكل ادب وذوق حاز على تقدير الجميع وباختصار كان مثالاً للاعب الملتزم والمنضبط داخل وخارج الملعب.
* عبدالله بن سالم حارس النجمة والشباب في الثمانينات:
عبدالله المهنا المعروف ب(عمر حامد) كان في حقيقة الامر يعد من اللاعبين القلائل الذين جمعوا السلوك الجم والعطاء الرفيع في بوتقة واحدة وبالتأكيد نحن فقدنا برحيله اخاً عزيزاً ونجما لامعا قلما تنجب الملاعب السعودية مثل تلك الخامة الموهوبة فطريا.
* دكتور الكرة فهد بن بريك ابرز هدافي حقبة الثمانينات:
طوال مشاركته الرياضية سواء بالنجمة او الشباب التي امتدت لاكثر من عقد من الزمن كان يرحمه الله متميزا بنبل الاخلاق ومحاسن الصفات المثالية التي كانت تكسو نجوميته البراقة داخل ميدان المنافسة فطوال مشواره الكروي لم ينل اي بطاقة او صدر بحقه قرار ايقاف او عقوبة وعندما اصيب بكسر في لقاء الهلال اكتظ منزله بحي (العسيلة) بالزائرين الذين احاطوه بسياج الحب والتقدير ويكفي ان الامير عبدالله الفيصل (حفظه الله) اهتم بصحته واعتنى بحالته وهذا ابلغ دليل على مكانته في المجتمع الرياضي,, رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
* فهد بن منيف (سعدا) مدافع النجمة الشباب:
لا انسى حقيقة كلمات صديق الطفولة ورفيق الدرب عمر حامد (يرحمه الله) ففي اللقاء الذي جمعنا بشقيقنا فريق الهلال الذي اصيب فيه واثناء ما كنا في غرفة الملابس قام (يرحمه الله) (بلبس) شرابين على قدمه اليمنى واخذ يقول والكلام موجه لي (سعدا الظاهر ان الجماهير بتقول وشفي عمر اليوم ساقه منتفخة) قلت الله يكفيك شر الاصابة, فسبحان الله كتب ان يصاب في نفس الموضع بعد حدوث اصابته لم يواصل اللعب حيث كانت تلك المباراة آخر عهده بالمستديرة وصدقني حتى الآن لازلت اتذكر تلك الايام الجميلة التي جمعتنا في النادي والحارة والمعسكرات.
وما يثلج الصدر ان,,, شخصا عزيزا علينا جميعا ارجو ان يعفيني عن ذكر اسمه كان ولازال يضحي سنويا لزميلنا الراحل عمر حامد تغمده الله بواسع رحمته.
|
|
|
|
|