| عزيزتـي الجزيرة
بالأمس القريب فقدت المملكة العربية السعودية ابناً باراً من ابنائها الاوفياء الذين عملوا واجادوا في مجال عملهم وتحقق بفضل الله ثم بفضل خبرته الطويلة وحماسه الشديد الشيء الكثير للحماية البيئية ومواردها الطبيعية على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، حيث اعطى رحمه الله كل ما يستطيع لبلده من خلال تقلده العديد من المناصب الاكاديمية وحتى اصبح رئيساً عاماً لمصلحة الاحياء وحماية البيئة وامين عام اللجنة الوزارية للبيئة.
ذلك هو الأخ الاستاذ الدكتور عبدالبر عبدالله القين رحمه الله الذي عرفته لاكثر من عشرين عاماً ولقد كان اللقاء الاول عندما طلبت من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس اللجنة الوزارية للبيئة ان اعمل في مصلحة الارصاد وحماية البيئة بعد عودتي بالدكتوراه ووقتها رحب بي ورتب لي رحمه الله زيارة الى كل من مكاتب مصلحة الارصاد وحماية البيئة في المنطقة الشرقية ومكاتبها في جدة للاطلاع على نشاطات المصلحة وجهودها في هذا المجال، ولكن وقتها ظروف عملي في كلية الملك عبدالعزيز الحربية في الرياض لم تسمح لي بالنقل الى المصلحة فبقيت في الكلية لعدة سنوات وكنت على اتصال مستمر معه استشيره ويوجهني في كثير من الامور ذات العلاقة بالبيئة ثم هاتفني رحمه الله يوماً قائلاً، هل ترغب في العمل في مجلس التعاون فأجبته متردداً بين نعم، ولا, وفي اليوم التالي تلقيت مكالمة من سعادة, د, عبدالعزيز عبدالله الجلال مدير عام قطاع شؤون الانسان والبيئة يرغب بمقابلتي اذا أرغب العمل في المجلس بناء على توصية منه فزرته في مكتبه ورحب بي مشكوراً ومنذ ذلك التاريخ بدأت مسيرتي بالعمل عن قرب مع سعادته رحمه الله ، وكنا نلتقي دوماً في الاجتماعات التنسيقية للبيئة، وكان رحمه الله جم الخلق في تعامله كريم الصفات مبتسم دائماً، جاداً في عمله صريحاً دقيقاً مخلصاً فتحقق على يده الكثير من العطاءات البيئية في المملكة العربية السعودية وخارجها كان مفاوضاً ناجحاً يخشاه الطرف الآخر لعلمه وبسرعة بديهته وقوته في الاقناع وكان د, عبدالبر رحمه الله عضواً في اكثر من جمعية وممثلاً للمملكة العربية السعودية في اكثر من لقاء دولي وحصل على العديد من الجوائز والدروع وكان محكماً لجائزة الامم المتحدة للبيئة ونائبا للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ونائباً لمدير عام الامم المتحدة للبيئة وغيرها الكثير، د, عبدالبر انك لا تسمعني ولكن اقول لاهلك وابنائك وكل محبيك ان يدعو لك بالمغفرة والرحمة ولن ينساك البيئيون يا ابا نزار، وستظل في ذاكرتنا جميعاً فقد عرفناك اخاً وصديقاً عزيزاً وزميلاً وموجهاً ولكن لا نقول الا ما يقول الصابرون.
ان لله وانا اليه راجعون ورحمه الله رحمة واسعة.
د, فهمي حسن امين العلي مدير حماية البيئة - الامانة العامة لمجلس التعاون
|
|
|
|
|