| محليــات
في أول خطوة عملية من نوعها منذ الانسحاب الإسرائيلي في 24 مايو الماضي والذي فاجأت المراقبين بتوقيتها له بعد التمويه بتواريخ تراوحت بين شهري يونيو الماضي ويوليو الحالي، بدأت الأمم المتحدة أمس نشر قوات الطوارئ الدولية في مساحة الشريط الحدودي الذي كانت تحتله إسرائيل طيلة 22 سنة مضت في جنوب لبنان.
وجاء الانتشار أمس بعد مراجعة لخبراء من الأمم المتحدة ولبنان للتأكد من إزالة جميع الخروقات الإسرائيلية لحدود لبنان بالرغم من أن السلطة اللبنانية ما زالت تعرب عن شكوكها بشأن اكتمال إزالة تلك الخروقات.
وأمس طار لارسون مبعوث الأمم المتحدة إلى نيويورك لإبلاغ كوفي عنان بما تحقق وبالتالي ليبلغ عنان مجلس الأمن بهذا الإنجاز ورفعت قوات الطوارئ علم الأمم المتحدة الأزرق عند بلدة المنارة ويارون في القطاع الأوسط إلى جانب أربع مناطق جنوبية أخرى.
ومنذ انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية في مايو الماضي قام حزب الله الذي يمثل رأس الحربة للمقاومة الوطنية بملء الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات الإسرائيلية مع عدم وجود للجيش اللبناني في المنطقة بسبب امتناع السلطة اللبنانية عن إرساله إلى الجنوب مع وجود خروقات إسرائيلية للحدود الدولية للبنان.
وقام حزب الله طيلة الفترة التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي وقبل انتشار قوات الطوارئ أمس، قام بمهامه الوطنية لتأكيد السيادة الوطنية على كامل التراب اللبناني، والأمنية، إذ أقام مواقع مراقبة على امتداد خط الحدود مع إسرائيل والتي يصل طولها إلى نحو مائة كيلو متر حيث ظل يمارس مراقبة ثنائية الواجب:
1 مراقبة تحركات القوات الإسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود حتى لا يفاجأ لبنان بعدوان أو بمحاولة عدوان جديد.
2 مراقبة تسلل عناصر المليشيا العميلة السابقة سواء من الجانب اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي، أوالعكس بجانب استقبال التائبين من عناصر هذه المليشيا الذين يسلمون أنفسهم للسلطات.
وقد اعتمدت السلطة اللبنانية اعتماداً كليّاً على المقاومة الوطنية في مراقبة الوضع الأمني خلال كل الفترة الزمنية التي استغرقتها عمليات إزالة الخروق الإسرائيلية للحدود اللبنانية.
وأمس كان يوم آخر في تاريخ الجنوب اللبناني بعد أن عاد كاملا للسيادة الوطنية وأصبح من الممكن نشر الجيش وقوى الأمن اللبنانيين في عموم أراضي الجنوب الذي أخذ يتنفس أهلاً وتراباً أنسام الحرية التي عادت إليه بعد أن مهرها أبناؤه الأبطال بالدماء الزكية والمهج الغالية، وأثبتوا أن بالإمكان دحر الجيش الذي لا يقهر بالصمود والبسالة والتضحيات.
|
|
|
|
|