| متابعة
* القدس المحتلة كريستين هاوزر رويترز
ربما عاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من كامب ديفيد دونما اتفاق سلام مع اسرائيل لكنه لم يعد الى وطنه أمس الأربعاء خالي الوفاض.
أثبت عرفات بعد نحو ثلاثة أسابيع من المفاوضات ان عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية لا يمكن قياسها بالمقاييس المعتادة المتمثلة في توقيع اتفاق.
وكان عدم الاتفاق مدعاة لسرور العديد من الفلسطينيين الذين خشوا ان يذعن عرفات للضغوط الأمريكية والاسرائيلية في قضية السيادة على القدس.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب ربما يبدو الأمر من الظاهر كمفارقة لكنه من الداخل ليس سيئا, انه يناسب العقلية هنا التي كانت تخشى من اتفاق سيء .
وبينما أدلى خصوم تقليديون ببيانات تأييد نادرة لعرفات بعد فشل القمة قال فلسطينيون انهم لا يرون عقبات تمنعه من تنفيذ وعده باعلان دولة فلسطينية بحلول 13 سبتمبر أيلول القادم وهو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق سلام نهائي.
وقال الخطيب انه أقوى, انني أصفه برجل اللحظة الأخيرة, لماذا يتعين عليه التوصل الى اتفاق الآن, كلما اقترب أكثر من اللحظة الأخيرة كلما أصبح أقوى وكان بامكانه استغلالها .
وأشار الخطيب الى ان أسلوب عرفات كثائر في بيروت وحتى ظهوره كمفاوض سلام خلال مؤتمر مدريد في عام 1991م كان دائما تحمل الضغط حتى اللحظة الأخيرة قبل ان يقدم على تحرك.
وقال: لا يمكنني ان أفكر في أي استثناء لنهجه هذا, في أي مفاوضات أو معارك حاسمة,, يستغل التوتر غير العادي الذي يتزايد حتى اللحظة الأخيرة حتى يحصل على سعر أعلى من أي جهة تريد تجنب كارثة .
وعاد عرفات الى بلده ليلقى استقبال الأبطال بعد فشل القمة التي حضرها قرب واشنطن والتي لم تسفر عن اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك على قضايا وضع القدس والحدود واللاجئين الفلسطينيين.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية العربية عاصمة دولتهم في المستقبل وتقول اسرائيل ان المدينة التي استولت عليها في حرب عام 1967م هي عاصمتها الأبدية غير المقسمة.
وعندما سافر عرفات الى القمة أظهر استطلاع للرأي ان 35 في المئة من الفلسطينيين لديهم ثقة في طريقة معالجته للمفاوضات, وزاد هذا التأييد الى 55 في المئة في منتصف المدة خلال المفاوضات التي استمرت 15 يوما.
وقال الخطيب: والآن أعرف ان هذه النسبة أعلى بكثير, عرفات حقق تحسنا كبيرا في مصداقيته وفي شعبيته .
ورحب الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الذي عارض اتفاقات أوسلو في عام 1993م بين اسرائيل والفلسطينيين وجميع الاتفاقات التالية بقرار عرفات عدم تقديم تنازلات.
وقال ياسين الذي حاولت الحركة التي يتزعمها اخراج عملية السلام عن مسارها بشن هجمات قنابل وقتل عشرات الاسرائيليين انه يؤيد عرفات في محافظته على الحقوق الفلسطينية.
ونظم مروان البرغوتي زعيم حركة فتح بمنظمة التحرير الفلسطينية مسيرات في الضفة الغربية تأييدا لعرفات.
وقال تيسير خالد عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان موقف عرفات من القدس كان ايجابيا وبالتأكيد يحوز على رضانا .
ويحتاج عرفات لبناء ائتلاف ذي قاعدة عريضة من القوى السياسية لدعم أي تنازل قد يضطر الى تقديمه من أجل التوصل الى اتفاق.
والآن وقد حصل على بعض التأييد في معسكره من خلال صموده في مقاومة الضغوط فان التساؤل الآن هو ان كان سيستمر وكيف سيستمر في الحصول على رضا الجميع وهو يتفاوض مع اسرائيل.
قال محللون انه سيتعين على عرفات ان يفعل ذلك بطريقة تظهره على انه يحقق كل شيء ولا يقدم تنازلات.
وقال مناحيم كلاين أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار ايلان عرفات عبقري في المناورة السياسية, قد يحدث هذا, فقد أقدم عرفات على تغيير مواقفه مع حشد تأييد يمكنه من القفز الى طريق مختلف .
ولم يظهر باراك أو عرفات أي اشارة على تقديم تنازلات بشأن قضية السيادة على القدس.
وقال الخطيب انهما وكلينتون ربما يسعيان الى منطقة وسط .
وأضاف: هناك تسلسلان للأحداث, الأول هو عدم التوصل الى اتفاق في الفترة من الآن وحتى 13 سبتمبر.
وهو خيار سيء للغاية, والتوصل الى اتفاق شامل ليس خيارا لأنه مستحيل .
وقال: يجب ان يكونا مقتنعين بأن لدينا خياران بشأن شيء سيكون أقل من شامل وانما سيبقى على عملية السلام .
|
|
|
|
|