| الاقتصادية
* الرياض مازن البهكلي
ظهر في زمننا الحاضر الغش بأشكال متعددة لدى بعض البشر وهذا إنما يدل على ضعف الوازع الديني من جهة وإغماض عين الرقيب من جهة اخرى واستطلاعنا هنا يخص موضوعاً يختلف عن مواضيع الغش حيث يتمثل في استخدام الزيوت المحروقة على أنها زيوت جديدة وضخها في محركات سياراتنا مما أودى ببعضهن إلى العطب جراء هذا التصرف.
ولكثرة استفسارات الجمهور والحاحهم في طرح هذا الموضوع البالغ الأهمية وتقصي الحقيقة فقد قمنا باستطلاع آراء الجمهور حول ملاحظاتهم حول القضية وذلك في موقع الحدث المشتبه به وهو محلات تغيير الزيوت ومعرفة أين تذهب الزيوت التالفة, فكان لقاؤنا الأول مع المواطن أنور خواجي حيث ذكر انه توجه إلى أحد مراكز تغيير الزيوت لتغيير زيت سيارته فإذا بعامل المحطة يخرج جالوناً سعة 4 ليتر لماركة معينة (!!) وحثني بدوره على اقتناء هذا الزيت دون غيره من الزيوت لكونه يحمل مواصفات منها مقاومته الشديدة للحرارة ففي هذه اللحظة انتابني شيء من الريبة جراء تصرف العامل في الإطراء فأسرعت محاولاً التأكد من الجالون وإذا بي أفاجأ بأن غطاءه ليس محكم القفل أو مختوماً بختم الشركة عندئذ استشعرت الحقيقة المؤسفة بوجود الغش في هذا المجال أيضاً وعندئذ قمت برفض الجالون وطلبت من العامل تغييره بعلب صغيرة اشرفت بنفسي على عملية فتحها وضخها في المحرك وعقب ذلك الموقف عاهدت نفسي ألا اثق بعمال تغيير الزيت وألا أعود إلى هذا المركز مرة ثانية خاصة وأن معظم عمال تغيير الزيت من العمال الأجانب وقد تعود الكثير منهم على الغش في الزيوت وخلط الرديء مع الجيد والضحك على الناس, لذا أنصح أصحاب السيارات بعدم ترك سياراتهم لدى أصحاب مركز الخدمة والاتكال على العمال في كل أمورنا والاعتماد في عملية ضخ الزيوت على العلب وتجنب الجوالين الكبيرة التي يكثر الغش فيها.
كما استوقفنا مواطناً آخر هو هشام الهاشم الذي تحدث عن نوع آخر من أنواع الغش عند مراكز الخدمة ألا وهو الغش في تبديل السيفونات فلتر المحرك وهذا الغش قد كلف الأخ هشام ما يقارب ال3000 ريال بسبب الغفلة والاتكال على عمال المركز حيث يروي القصة من خلال استلامه لسيارته عقب تغيير الزيت والسيفون والسير بها مسافة 30 كيلو/متر تقريباً وإذا به يفاجأ بفانوس الزيت يضيء مرة أخرى فلما نزل وتفقد السيارة وجد الصدمة التي تمثلت في خلو الماكينة من الزيت وأرجع السبب بعد ذلك إلى تركيب العامل لسيفون مقلد مع تأكيد الأخ هشام عليه بوضع سيفون أصلي.
بعد ذلك دفعت ثمن اتكاليتي وعدم اهتمامي غالبا,عند ذلك ذهبنا لتحري الحقيقة في مكانها وعن قرب، وبسؤالنا لذوي الاختصاص من عمال تغيير الزيوت حيث بادرناهم بالسؤال عن مصير الزيوت التالفة حيث أعرض الأغلبية عن الإجابة بزعمهم عدم معرفة مصيرها وأن دورهم يتمحور في الوساطة بإخراجها من المحرك ومن ثم تسليمها لعربات نقل كبيرة,والبعض الآخر أفاد بأن هذه الزيوت تساعد الدولة في وقف زحف الرمال على الطرق السريعة والمزارع!وأوضحوا أن عملية تخزينها بالمركز تتم عن طريق تمريرها عبر مواسير من الحفر مباشرة إلى خزانات موجودة لديهم لحفظها إلى أن تأتي الوايتات لشفطها وابعادها عن المركز,وبالطبع نفوا جميعا التعامل بهذه الزيوت أو الفلاتر المستهلكة,وأخيراً تقابلنا مع صاحب أحد المحلات الأخ تيسير حميد الدين الذي أوضح أن أسواق الزيوت أسواق كبيرة وضخمة وبالطبع لها مردود مادي ضخم,وأوضح أن الزيوت لا توجد بها اختلافات كبيرة وإنما الحملة الإعلانية المكثفة لنوع الزيت ومدى ما يلقاه من قبول لدى العامة عوامل تساهم كلها في تسويق الزيت,وبسؤالنا له حول ظهور بعض الزيوت المغشوشة والمقلدة لماركات عالمية نفى هذا الشيء بقوله أن الزبون في مجيئه للمحل لا يكون في حيرة من أمره، بل إن له زيت معين غالباً أنه لا يغير عنه وكل الزيوت الموجودة في السوق تعتبر أصلية وجيدة.
|
|
|
|
|