| مقـالات
رغم أنني طرف في هذا الموضوع فأحاول أن التزم الموضوعية التامة والابتعاد عن الانفعال الذي كثيرا ما تضيع من بين أصابعه الحقيقة، وتغيم الطريق إلى الصواب، والغريب أننا في كل حوار نجد الأطراف المشتركة فيه، يدعي كل طرف منها الموضوعية، والرغبة في الوصول إلى الحقيقة، في الوقت الذي يكون هو المتحامل الوحيد، المتجاوز دائرة الحوار، فحسبنا إذن من الموضوعية الاجتهاد في تحقيقها، والعمل على إرساء قواعدها، ومن هنا أقول: جميل أن يحسّ القائمون على شؤون التنشيط السياحي والتنشيط المهرجاني في بلادنا أن عليهم إعطاء مساحة للفعاليات الثقافية في الأنشطة العامة، ولكن هل يكفي ان تعلن تلك اللجان عن تلك الفعاليات ثم لا تمنحها ما يكفل نجاحها، ولا تعطيها ما يليق بها من اهتمام؟,, سأجعل حديثي إليكم من خلال تجربتي الخاصة، ومشاركتي في أنشطة مهرجان المدينة المنورة الثاني 1420ه والثالث 1421ه، ومشاركتي أيضاً هذا العام في أنشطة لجنة التنشيط السياحي بالطائف.
مع المهرجان الثاني 1420ه
بالمدينة 1421:
كنت في سنة 1419ه وسنة 1420ه أحد أعضاء اللجنة الثقافية الفرعية المقترحة لبعض أوجه النشاط، واقترحنا مجموعة من الأفكار من شأنها أن تعزز هذا النوع من النشاط، وتدعم ركائزه، ليؤتي ثماره، ويحقق المرجو منه، وذلك بتهيئة ظروف النجاح للندوات، والأماسي الشعرية والمحاضرات، بتكثيف عدد الحاضرين عن طريق الدعوات والمتابعة الشخصية والحرص على التزام المشرفين على المهرجان بالحضور ليكونوا قدوة لغيرهم، وليكونوا أيضاً أول الناس إفادة وتفاعلاً، كما أنه ليس من المناسب جمع عدد كبير من الشعراء أو المنقدين في فعالية واحدة، وقد كنا في فعالية مشتركة أربعة شعراء كبار، هم: أحمد بهكلي، وصالح الزهراني، ويحيى حسن توفيق، ومحمد العيد الخطراوي، وقد قلت يوم جاء دوري: ما بعنا بالكوم إلاّ اليوم وتذكرت أمسية شعرية أقامها نادي أبها الأدبي عام 1420ه على هامش ملتقى الأندية الأدبية ضمت أثني عشر شاعراً، جعلتني حين جاء دوري أذكّر الحاضرين بمجموعة من الاثني عشرات في تراثنا وحياتنا الحاضرة، أرأيت كيف يبلغ الاستهتار بالشعراء، ويزداد الأمر سوءاً حين يتبع ذلك عدم تقديم أي مكافأة معنوية أو مادية لأولئك الشعراء المُكرّمين؟!,, والأسوأ من ذلك أنه لم يصلنا من نادي أبها الأدبي في تلك المناسبة، ولا من مهرجان المدينة 1420ه حتى خطاب شكر.
وتكررت مشاركتي في مهرجان المدينة الثالث 1421ه في أمسية علمت من مصادر موثوقة أنها كانت من ثلاثة شعراء هم: صالح الزهراني ويحيى حسن توفيق، ومحمد العيد الخطراوي وفجأة انفرد الشاعر يحيى حسن بأمسية مستقلة، وبقيت الأمسية لي ولأخي الزهراني، لاحظوا معي انني سمعت عن مشاركتي، ولم يبلغني أحد بها,, وفي أمسية القصيبي، لفتُّ نظر المسؤولين عن الفعاليات الثقافية، بأنه لم تصلني منهم دعوة إلى المشاركة، ووعدوا بإرسال فاكس، ولكن الفاكس لم يصل إلى هذه اللحظة، ومع ذلك اشتركت حياءً ومن أجل عيون المدينة، ووعد أمين لجنة المهرجان بإرسال خطاب شكر ، ولم يصل هو الآخر الى هذه اللحظة، وبالطبع لم تصل أية مكافأة، علماً بأن الممثلين الذين اشتركوا في تقديم المسرحيات، والمنشدين الذين اشتركوا في الفنون الشعبية، حصل جميعهم على مكافآت, والشاعر وحده يهضم حقه، ولا يقدّر جهده، بينما هو أفضهم جميعا فكراً وإبداعا وثقافة، وقد يكون هذا البخس ناجماً عن كون اللجان المشرفة عن الفعاليات الثقافية لا علاقة لها بالثقافة، أو لا تحسن تقييم الثقافة والمثقفين.
نضع هذا بين يدي اللجنة العليا للمهرجان، ونهمس في آذانها بكل حب وودّ اننا نهدف معهم إلى الأفضل والأجمل، وبرغم كل هذا وذاك، فإنه لا يفوتنا أن نسجل ان مهرجان المدينة الثالث قد قطع أشواطا جيدة إلى الأمام، تدعو للفخز والاعتزاز، وإنما نحن نطمح الى الكمال، والكمال لله وحده.
مع لجنة التنشيط السياحي
بالطائف 1421ه:
دعيت هذا العام إلى إحياء أمسية شعرية بالطائف تحت إشراف لجنة التنشيط السياحي، وبمشاركة الشاعرين: سعد الحميدين، وحسن السبع، وأنا إذ اشكر رئيس اللجنة العليا سعادة محافظ الطائف الأستاذ فهد بن معمّر، والذين اقترحوا اسمي للمشاركة، فإنه لابد من وضع الملاحظات التالية أمامهم، إسهاماً في البناء، وعتابا للإخوة والأصدقاء، اتصلتُ من المدينة المنورة بالمكتب التابع للجنة، فحولوني إلى أخي الأستاذ محمد المنصور الشقحا، فأخبرني بأنه من الممكن الوصول إلى الطائف، وسيجري تعويضك عن التذكرة، وإذا لم تجد من يستقبلك في المطار، فانزل إلى عمائر (كمال)، حيث خصصت اللجنة مكان نزولك, ووصلت الطائف ، ثم العمائر، لا أحد بالمطار، لا أحد بالعمائر، لا اسم عند الاستقبال، وضبطت أعصابي، ورأيت غرفاً وشققا للزائرين ليست لأمثالنا، فخطر ببالي أن أعود أدراجي إلى المدينة، ثم حاولت أن التمس العذر للآخرين، على طريقة لعل له عذراً وأنت تلومه ، التمس لأخيك عذراً ، فذهبت إلى فندق الكونتننتال مسرة ، وأخذت غرفة على حسابي بعد أن تحاورت حوارا شديدا مع الاستقبال في سعرها، حيث أنزله لي من ستمائة وعشرين ريالاً إلى خمسمائة، ولما سألته عن ارتفاع الأسعار، قال: إنه موسم، فصمتّ، ثم قلت في نفسي: واين إذن التشجيع السياحي، إذا كانت فنادقنا تتعامل من خلال هذا المنظور؟ ثم اتصلت بالأخ الشقحا، واعلمته بما جرى، فقال: لا بأس، وليكن نزولك على حساب محافظة الطائف، شكراً لأخي الشقحا، وللمحافظة,, وحضرتُ في الليلة الأولى ندوة حول القصة القصيرة، كان جلّ الحاضرين فيها من الشبان الذين يزاولون كتابة القصة، وعرفت أن حسن السبع وسعد الحميدين قد اعتذرا عن حضور الأمسية الشعرية، وما بقي في الميدان غير حميدان ، ولم يحضر أمسيتي غير أثني عشر نفراً، لم يكون من بينهم أحد من لجنة التنشيط السياحي أو المنظمين، وعلمتُ أن أخي الأديب محمد الشقحا لا علاقة له باللجنة غير القيام بدور المنسق بينها وبين صالة المكتبة العامة مكان الأمسية بصفته أحد موظفيها، وللحق أقول: إنه لو لا محمد الشقحا والدكتور عالي القرشي الذي سخر لي وقته وسيارته، وشملني بخلقه العالي الجم لبلغ بي الزعل مداه، وتذكرت قول القائل: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ، لا مكافأة ولا تقدير ولو بالحضور, ان موقفهم بلا شك ناتج عن سوء فهم في تقدير الأمور، ومع حبي وتقديري للعاملين في اللجنة، كما لا بد أن أهمس في آذانهم: ما هكذا تورد الإبل يا سعداء وما أجمل أن نقدّر الثقافة والمثقفين.
د, محمد العيد الخطراوي
|
|
|
|
|