| تحقيقات
* الطائف تحقيق: عليان آل سعدان
لم تعد ظاهرة ارتفاع المهور هي هاجس المقدمين على الزواج في ظل الوعي المتنامي الذي أدى إلى تخفيض المهور، بل والقضاء على ارتفاعها في مختلف مناطق بلادنا وولت ظاهرة الملايين ومئات الألوف التي كنا نسمع بها خلال الفترات الماضية، ومع انخفاض المهور وتحديدها في بعض المناطق بموجب اتفاقيات موثقة ومصادق عليها من قبل أمراء المناطق والمحاكم الشرعية للحد من التجاوزات في المهور,, فقد ظهرت ظواهر سلبية جديدة تصاحب قيام مناسبات الزواج تكلف العرسان وأولياء أمورهم مبالغ باهضة جداً في ظل التقليد والتنافس بين فئات المجتمع ومن أسوأ تلك الظواهر تكاليف قصور الأفراح بأسعار مختلفة ومرتفعة جداً, وطباعة الكروت الفاخرة بأسعار متفاوتة والإسراف في زيادة ولائم العشاء والطلبات الأخرى المصاحبة، والاستعانة بفنانين وفنانات وطقاقات لإحياء احتفالات الزواج بأسعار مرتفعة وإحضار شعراء يكلفون العريس أكثر من طاقته وأشياء أخرى
الجزيرة قامت بزيارة لبعض قصور الأفراح للوقوف على الظواهر السلبية مع المعنيين من وجهاء وعرسان وأولياء أمور العرسان وكيفية القضاء عليها بالاجماع والاتفاق وازالة باقي العقبات في طريق تسهيل أمور الزواج بعد أن أصبحت المهور معقولة ومقبولة في الوقت الحاضر.
توعية الأمهات
في هذا الجانب يتحدث عالي الخالدي ويؤكد أن مثل تلك الظواهر المشار إليها تمثل أمهات العرسان والعرائس والنساء بصورة عامة السبب الأساسي في وجودها وتنشأ أساسا عن مفاخرة وتنافس بين النساء وليس للرجال على الاطلاق أي دور في وقوع مثل تلك الظواهر السيئة في داخل مجتمعنا، لكن الرجال أحيانا مغلوبون على أمرهم ويستسلمون لتلبية مثل تلك الطلبات لنسائهم من منطلق أن تلك مناسبة سعيدة ولا يهم الخسارة من أجلها ومن أجل إسعاد الابن أو البنت في مناسبة وفرحة العمر, والحقيقة أن هذا الاستسلام ساعد كثيراً على انتشار تلك الظاهرة السيئة في مختلف مناطق المملكة وبالتالي مطلوب وقفة جماعية لمحاربة مثل تلك الظواهر ووضع أسعار محددة لقصور الأفراح تتناسب مع الجميع بما في ذلك أصحاب قصور الأفراح.
ديون وسجون
ومن جانبه يرى المواطن ردة الله والد عروس أن عملية انخفاض مهور البنات من 250 ألف سابقاً إلى ثلاثين ألفاً وما دون ذلك في الوقت الحاضر ظاهرة ايجابية كبيرة جدا, كان الشباب يجتهدون ويتعبون لتحقيق حلمهم كثيرا ولكن بعد أن تحقق لهم ذلك ظهرت لهم معوقات أخرى تتمثل في تحديد أنواع الذهب,, والثياب، وأسعارها، والهدايا المختلفة وأثاث المنزل، وتوفير العاملة المنزلية، وقصور الأفراح والفنادق والفنانين والفنانات والطقاقات والشعراء وولائم الأكل وطباعة بطاقات الدعوة وغير ذلك كثير,, مما لا شك فيه أن تلك الأمور تكبد القادمين على الزواج خسائر فادحة يظل على مدى طويل مديوناً للآخرين والقيام بتسديدهم أو الدخول للسجن, وهذه أمور حدثت بالفعل فقد شاهدت بعيني شباباً يدخلون السجن بسبب ديون استعان بها ليلة زواجه، ويضيف العم ردة الله إذا كانت تلك هي النهاية المأساوية للعرسان بدخولهم السجن أو المطاردة من قبل أصحاب الديون فلماذا نستسلم لهذه الشروط؟
أليس من الأفضل أن نضع جميعاً كل هذه الشروط التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا في موضوع الزواج خلف ظهورنا ولا نعيرها اهتماماً ونستبعدها بصورة نهائية من خلال قرارات صارمة ونافذة يتولاها الرجال القوامون على النساء,, إنني ادعو أيضاً الجمعيات النسائية والخيرية والإعلام بصورة عامة إلى التركيز على تلك الظواهر السلبية ومحاربتها وتوعية النساء بالدرجة الأولى ممن يقفن خلف وجود مثل تلك الظواهر بقوة.
شهر العسل خارجياً
أما العريس عمر أحمد الخالدي فيقول إن العرسان يضعون كل ما يملكون لإكمال نصف دينهم بالزواج, ولم يكن العريس في حاجة لوضع كل تلك الامكانات المادية لو أن تلك الظواهر السيئة غير موجودة، فالمهور كما تعرفون أصبحت حالياً ميسرة كثيرا, وفي متناول الجميع, ولكن إذا وضعنا عملية حسابية لما يصاحب احتفالات الزواج من متطلبات غير ضرورية سنجدها تفوق المهر بصورة كبيرة جدا، وفوق ذلك نجد أن هناك عرساناً يشترط عليهم من قبل العروس ووالدتها وشقيقاتها وأقربائها شروطاً أكثر صعوبة بقضاء شهر العسل خارج المملكة، وبعضهن يشترطن جهات معينة مثل لندن وباريس
وهذا بالطبع يكلف العرسان مبالغ مادية كبيرة من تذاكر سفر وإقامة في الخارج وبذخ كبير لا لزوم له.
|
|
|
|
|