|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود أن أعلق على ما جاء بصحيفتكم الغراء العدد 10160 بتاريخ 22 ربيع الثاني 1421ه 24/7/2000م بعنوان (فاقد أم مفقود) بقلم الأخ فرهود بن صالح الفرهود (المعهد العلمي بمحافظة الزلفي), حيث ذكر أن كثيراً من الدوائر الحكومية تكتب عبارة (بدل فاقد) باسم الفاعل لصك شرعي أو رخصة أو استمارة أو شهادة فقدها صاحبها,,, الخ, وقال ان العبارة خطأ, وقال ان الصواب هو (بدل مفقود) باسم المفعول,واستميح الأخ فرهود عذراً بالقول ان استخدام الدوائر الحكومية لهذه العبارة استخدام صحيح، فاللغة العربية من الاتساع والشمول بحيث تترادف بعض ألفاظها وتتداخل معانيها, فقد ورد في اللغة العربية لفظ فاعل بمعنى مفعول, قال تعالى في محكم تنزيله على لسان ابن نوح وأبيه عليه السلام: (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرفين) صدق الله العظيم الآية 43 من سورة هود, والمعنى لا معصوم اليوم من أمر الله.
وقال الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي |
فشكاه الزبرقان لأجل هذا البيت إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر لا أرى إلا مدحاً، فطلب منه الزبرقان الاستعانة بشاعر، فأرسل إلى الشاعر الصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه، فقال له حسان هذا هجاء مر فقد جعله مطعوماً مكسوّا مجردا من المكارم عاجزا عن نيلها، فحبسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاستعطفه الحطيئة بقصيدة قال فيها:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زُعب الحواصل لا ماءٍّ ولا شجرُ ألقيت كاسِبهم في قعرِ مظلمةٍ فاغفر عليك سلامُ الله يا عمرُ |
فبكى عمر رضي الله عنه لما سمع هذين البيتين، وأطلقه بعد التحذير من التعرض لأحد بالهجاء.
وبإمعان النظر في صدر البيت وعجزه لتبين المعنى المقصود الذي لأجله شكا الزبرقان الحطيئة, فالربط بين (دع المكارم) التي هي ذم وبين (أنت الطاعم الكاسي) التي هي مدح في ظاهر اللفظ باسم الفاعل لا يتم إلا بمعنى اسم المفعول, ويُفهم ذلك من سياق الكلام, وللمزيد من هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى علم البلاغة.
الطيب كمبال مهندس سوداني مقيم بالرياض
|
|
|
|
|
