أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th July,2000العدد:10165الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

لكل زمان مضى آية
وآية (هذي) الصحف,, حروفها,,!!
عزيزتي الجزيرة
الإنسان السوي مطبوع بفطرته على حب الاستطلاع ومعرفة ما حوله، وما يدور في هذا الكون من أحداث ومتغيرات، فهو ينشد الحقيقة ويطلب المزيد من المعرفة فغالب العلوم والأخبار، وحفظ الأشعار في سالف الأزمان، تُعلم وتحفظ عن طريق الرواية والرواة، وتناقل الركبان لها، وقد تنقل بعض الرسائل العاجلة بواسطة البريد الممتاز آنذاك الحمام الزاجل فوسائل النقل الأساسية البريد التي كانت تنظم في عصر الخلافة، ودواوين الولاة، فهي تصل شبه طرية رغم المسافات المتناهية في البعد شرقا وغربا,, إلخ.
فهم يعدون لهذا الغرض أعني البريد الأرضي السطحي جسرا من كرام الخيول، واصائل الركاب تتلاقى في محطات صحراوية غير مسقوفة ولا مكيفة !! تناول كل واحدة منها الأخرى ما تنقله من أوراق رسمية وأخبارية، وعملات نقدية وتحويلات مالية,, زيادة عما يضمر في صدور الموفدين، والفرق الدبلوماسية آنذاك,فهذا الاستعداد والتنظيم والتحدي لطي تلك المفاوز والمهامه في اختصار الزمن,, يذكرنا الآن بالبريد العاجل، وبالرحلات المتتابعة في عالم الطيران, وغير ذلك من قوافل النقل العامة والخاصة,, سبحان مدبر الكون وميسر كل شيء,ومما يدل على أن الأخبار تصل هناك طرية وتسير مسير الشمس ما ذكره الاستاذ الشيخ عبدالله بن خميس في برنامجه السابق من القائل من انه قد سمع البيت المشهور الخالد لابن نباتة السعدي في بلاد المغرب وفي وقت قياسي بعد قول قائله في بلاد المشرق,, رغم عدم وجود صحف واتصالات، وندرة المواصلات في تلك الحقبة البعيدة من الزمن، والبيت المذكور هو:


من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد

فهذا يدل دلالة قاطعة على تعطش البشر منذ القدم لتلقي الأخبار وحفظ القصص وجيد الأشعار,وبعد أمد بعيد طويل وجدت الصحافة المكتوبة والمقروءة في بعض الأقطار,, حتى وصلت الى بلادنا ببطء وعلى نطاق محدود، وفي البداية أخذت فئة من الرعيل الأول تغذيها ببعض الكلمات والأخبار المقتضبة فأقبل القراء على تلاوتها من أول سطر حتى كاد البعض يحفظ محتوياتها لقلة صفحاتها التي لا تتجاوز اربع صفحات في الغالب,
وبطباعة أكبر وأبرز حروف من حروف بعض صفحات صحفنا المحلية الآن التي تكتب ولا يقرؤها سوى القلة من حادي البصر والمستعينين بالمناظير والعدسات المكبرة مما دعا كاتب هذه الأسطر ان يرجو ان تكون هذه الملاحظة الخفيفة محل اهتمام المؤسسات الصحفية وناشري الكتب بصفة عامة لأجل الاستفادة التامة من تلكم المجهودات المكلفة للمؤلفين والكتاب معا، ومراعاة لضعف نظر الذين يستعينوا بالنظارات على نطاق أوسع، وكلما بدأ تباعد الحروف أخذوا في استبدال العدسات بأقوى منها,, وهكذا!وهذه الحال تذكرنا تماما بما يعمله الآن معظم أصحاب المضخات الزراعية والرشاشات المحورية بملاحقة الماء في اغواره بتوصيل أنابيب السحب.
فجودة الطباعة تفتح النفوس وتشجع على القراءة والاستفادة وأعتقد ان ذلك في مقدور المعنيين ولا سيما ونحن الآن في عصر تعددت فيه مصادر الثقافة من صحف ومجلات ومطويات,, الخ.
عصر وصفه الشاعر بقوله:


لكل زمان مضى آية
وآية هذا الزمان الصحف

ويقول آخر:


وما من كاتب إلا سيبلى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه

عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف
حريملاء

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved