| أفاق اسلامية
العالم يعيش الآن في زمن الجرائم وانتهاك حقوق الانسان باسم الانسان، بل اصبحت احصائيات الجرائم ونسب القتل والسرقة في الغرب تعد بالدقائق والثواني مما يدل على اختلال الامن وضياع الحقوق ورخص دم الانسان عندهم نحمد لهذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين ذلك الدور العظيم والعمل الجسيم الذي تقوم به في حفظ الأمن المرتكز على اقامة الحدود وتطبيق التعزيرات الشرعية على ضعاف النفوس الذين سولت لهم انفسهم تدمير المجتمع وإفساد افراده، وذلك بالاعتداء على الارواح والاعراض والممتلكات، وترويع الآمنين، لا نملك إلا الشكر والتأييد والدعاء لولاة أمورنا وفقهم الله على ما بذلوه ويبذلونه في اصدار توجيهاتهم الكريمة بتنفيذ احكام شرع الله الصادرة فيهم، فوالله ما يُسمع اعلان اقامة حد من حدود الله إلا ويلهج الناس بالدعاء لولاة الامر حفظهم الله ليقين الجميع ان هذا في صالح البلاد والعباد.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني خير الجزاء، وأدام توفيقهم ونصر بهم الاسلام واعزهم بالاسلام على توجيهاتهم الدائمة على تطبيق شرع الله في كل مناحي الحياة على الصغير والكبير وشكر الله جهود ومتابعة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده وجميع اعوانهم ورجالات الامن المخلصين الناصحين الصادقين لدينهم وولاتهم وبلادهم الذين يحملون هم امن واستقرار البلاد والعباد، ويسهرون ويعملون على منع وقوع الجريمة اياً كانت وممن كانت,.
وليس يخفى علينا جميعا ان الجريمة مزعجة ومؤلمة لكل انسان ويرجى عدم حدوثها اصلا لكن مما يخفف مصيبتها اقامة الحد على مرتكبها علنا قال تعالى: وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين كما ان التمسك بالشريعة الاسلامية وتطبيق حدود الشرع فيها وعدم النظر لدعاوى ما يسمى بمنظمات حقوق الانسان المزعومة التي لا تغيب على ذي لب أهدافها ومقاصدها لهو من اسباب نجاة الامة لما في ذلك من:
1 طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الرأفة بالمجرمين كما قال تعالى: (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله).
2 أن في ذلك رادعاً وزاجرا للمجرمين الذين تسول لهم انفسهم الامارة بالسوء ترويع الآمنين والاخلال بالامن غير المبالين بحرمات الناس واعراضهم واموالهم وحقوقهم، وكذلك توفير الامن والطمأنينة والراحة لدى المواطن والمقيم وشعوره بحرص الدولة على أمنه ونفسه وعرضه وماله.
قال الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير: (أي لكم في هذا الحكم الذي شرعه الله لكم حياة، لأن الرجل إذا علم انه يقتل قصاصا اذا قتل آخر، كف عن القتل وانزجر عن التسرع اليه والوقوع فيه، فيكون ذلك بمنزلة الحياة للنفوس الانسانية وهذا نوع من البلاغة بليغ، وجنس من الفصاحة رفيع، فانه جعل القصاص الذي هو موت حياة، باعتبار ما يؤول اليه من ارتداع الناس عن قتل بعضهم بعضا، إبقاءً على أنفسهم، واستدامة لحياتهم، وجعل هذا الخطاب موجها لاولي الألباب لانهم هم الذين ينظرون في العواقب، ويتحامون ما فيه الضرر الآجل، وأما من كان مصابا بالحمق والطيش والخفة، فانه لا ينظر عند ثورة غضبه وغليان مراجل طيشه الى عاقبة، ولا يفكر في أمر مستقبل، كما قال بعض فتاكهم.
سأغسل عني العار بالسيف جالباً علي قضاء الله ما كان جالباً |
ثم علل سبحانه هذا الحكم الذي شرعه لعباده بقوله: (لعلكم تتقون)، أي: (تتحامون القتل بالمحافظة على القصاص فيكون ذلك سببا للتقوى,,) أه.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الحدود صادرة عن رحمة الخلق وارادة الاحسان اليهم، ولهذا ينبغي لمن يعاقب الناس على ذنوبهم ان يقصد بذلك الاحسان اليهم والرحمة لهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده، وكما يقصد الطبيب معالجة المريض,, أه.
3 اضافة للاثر البالغ في استجلاب الامن والراحة والرزق والبركة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله).
4 ان اقامة وتنفيذ الحدود الشرعية هي الدواء لداء الجريمة ولنعتبر بما حصل عند غيرنا من ان عقوباتهم وقوانينهم الوضعية الارضية لم توقف سيل الجرائم المتلاطم عندهم فيخرج المجرم من السجن ليعود الى سرقته وقتله، نعم يحصل هذا في الدول التي عطلت حدود الله وزعمت انها وحشية، وانها لا تليق بالحضارة المعاصرة، فحرمت مجتمعاتها من هذه العدالة الالهية والمنحة الربانية، انهم بسبب ذلك فقدوا نعمة الامن والاستقرار رغم ما عندهم من الاسلحة والاجهزة الدقيقة والتقنية وما عندهم من مراكز ابحاث متخصصة لاساليب مكافحة الجريمة ومحاربتها ومع ذلك لم تغن عنهم شيئا لما تنكبوا سبيل الله ولنعلم ان البشرية لاتحكم بالنظريات ولا بالتقنيات فهي ما عالجت إلا المادة وما يتعلق بها واهملت الروح والانسانية، وان المسلم ليعجب كيف يسمي هؤلاء المنحرفون حدود الله وحشية وبربرية وهي من هدي رب العالمين وهو الرحيم بعباده العالم بمصالحهم وشؤونهم؟! (سبحانك هذا بهتان عظيم).
كيف يسمونها وحشية وعنجهية ولا يسمون عمل المجرم المعتدي البادىء بالظلم وحشية وهو يروع المعتدين ويخوف الآمنين ويجني على الابرياء ويخلخل امن المجتمعات؟؟ ان هذه هي الوحشية بعينها ، وان الذي يشفق عليه ويدافع عنه ويحامي عنه ويطلقه بعد سنوات فندقية في السجون لهو اظلم واطغى من المجرم نفسه واشد وحشية ولكن اذا انتكست العقول وتغيرت الفطر والمفاهيم فلا تعجب ان تراها ترى الحق باطلا والباطل حقا.
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم |
5 حفظ شباب الامة من ويلات السموم الفتاكة من المخدرات والمسكرات التي حصدت الارواح حصدا ودمرت الاخلاق تدميرا وضيعت مقدرات وطاقات شباب الامة.
6 ان تنفيذ احكام الله في المجرمين امام الناس لهو من اهم اسباب الامن ومنع وقوع الجريمة فهو علاج وقاية بل من انجعها وله فوائد كثيرة، ومنافع عديدة، ويدفع الله بسببه الشرور والمصائب، وتجعل المجرم يحسب الف حساب قبل ان يقدم على جريمته.
وان كل مسلم غيور ليتطلع من هذه البلاد المباركة وحكامها المسددين باذن الله الى المزيد من الضرب بيد من حديد على المجرمين والمخالفين لشريعة الله وعدم المبالاة بالناقمين والحاسدين والكافرين، مما يسمى بمنظمات حقوق الانسان والعفو الدولية ومن ورائها من اليهود والنصارى حتى تستمر نعمة الامن والرفاهية ورغد العيش هذه التي يحسدنا عليها الاعداء والتي هي من فضل الله سبحانه ثم بتحكيم شرعه وتنفيذ احكام الله في المعتدين وسهر ولاة الامر ورجال الامن جزاهم الله خيرا، سائلا المولى تبارك وتعالى ان يحفظ لنا ديننا وولاة امرنا وامننا ومملكتنا من كل سوء ومكروه، انه سميع مجيب وبالاجابة جدير, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
*مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
|
|
|
|
|