| أفاق اسلامية
في مقالة سابقة كان الحديث عن تدخين من هم في مكانة الأسوة والقدوة بمكانتهم ومهامهم المناطة بهم في المجتمع، وضربت لذلك مثالين الأول لرجل الأمن والثاني للصيدلي.
وان كنت قد قسوت على رجل الامن فان ذلك يأتي من قبيل العتب والملامة والمحبة له، والرغبة بان يكون في مسلكه مثالا للدعوة الى الخير، والحرص على التقيد بالاحكام والانظمة الشرعية والصحية التي تدعو الى المحافظة على النفس البشرية من الهلاك.
اعيد هنا الحديث عن رجل الامن مرة اخرى ولكن من زاوية معاكسة ارى فيها جانبا ايجابيا يظهر مدى انضباطية وتفاني رجل الامن في اداء عمله مع ما يلاقيه من عدم تقدير من البعض لاسباب ليس هذا مقام بسطها.
ذلك انه قبل ايام قدر لي ان يكون طريقي مرورا باحد حوادث السير على احد الجسور، فاذا بسيارتي مرور تقف الاولى خلف السيارة المسببة للحادث وسيارة اخرى امامها لحمايتها من السيارات القادمة ولاسعاف هذه السيارة وسحبها مما هي فيه حيث اربكت السير على ذلك الجسر.
كان هناك رجلا أمن يحاولان اصلاح السيارة المعطوبة ويبذلان جهديهما تحت عجلات تلك السيارة في وقت تلهب اشعة الشمس الاجساد,, قد يقول قائل: هذا من واجبهما، وهذه مهنتهما,, وأقول: نعم ذلك صحيح,, ولكن ما موقف الشاب صاحب السيارة المعطوبة,, كان ببساطة واقفاً بوضع استرخاء ينظر اليهم من على بعد وقد اشعل سيجارة ينفث دخانها من فمه,, فهل هذا تعاونه معهما لاصلاح سيارته؟! وهل هذا جزاؤهما ان وقفا بجانبه في هذا الحر القائظ؟!
انني بهذا الموقف لاعجب من صبر رجلي الامن وحلمهما وتفانيهما في عملهما على الرغم من هذا الموقف السلبي الذي يثير الشفقة والرحمة على حال بعض شبابنا هداهم الله,, كان الله في عونكما وفي عون كل الرجال المخلصين.
|
|
|
|
|