| متابعة
* القدس د,ب,أ
أصبح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي عرف في السابق بالإرهابي، رجل سلام وذلك عندما تصافح مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين في البيت الأبيض بعدما توصلا الى اتفاق نالا على إثره جائزة نوبل للسلام.
وقبل اسبوعين وصل الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر سبعين عاما والذي يعاني من مشاكل صحية، الى منتجع كامب ديفيد وكله أمل بأن يكرر ذلك اليوم التاريخي بالتوصل الى اتفاق آخر من شأنه ان يمنحه ويمنح شعبه السيادة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وتحقيق هذا الأمل كان سيعني تتويج للإنجازات التي قام بها أحد أهم الأشخاص الذين عاصروا التقلبات السياسية الدولية وخاض الكثير من العواصف السياسية ونجا من عدة محاولات اغتيال وحتى من حادث تحطم طائرة كان على متنها.
ولكن الأمور لم تسير بهذا الطريق على الأقل في الوقت الحالي، إذ وجد عرفات نفسه غير قادر على تقديم تنازلات بشأن مدينة القدس، التي يعتبرها الفلسطينيون والإسرائيليون عاصمة لهما.
وعاد عرفات من كامب ديفيد خاوي الوفاض حيث سيستقبل لدى وصوله استقبال الأبطال من قبل اتباعه الذين رحبوا بتوقف المحادثات.
وتبنى عرفات الذي ولد عام 1929 لأب تاجر القضية الفلسطينية وهو في سن المراهقة وعمد الى تهريب أسلحة الى فلسطين.
وامضى عرفات فترة طويلة من حياته السياسية كعدو لدود لاسرائيل، وأسس حركة فتح عام 1956 لتصبح فيما بعد أكبر فصائل حركة المقاومة الفلسطينية ضد الدولة العبرية.
وفي عام 1968 اصبح عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وخلال العقدين الأولين نفذت المنظمة عشرات الهجمات الانتحارية ضد أهداف يهودية بما في ذلك عمليات اختطاف طائرات وعمليات تفجير.
وبعد انتقاله مجبرا من بيروت الى مقره المؤقت بتونس في عام 1988 اتجه عرفات الى الدبلوماسية حيث تعهد في خطاب تاريخي القاه امام الأمم المتحدة بأن تعترف المنظمة بإسرائيل بينما كان يحمل معه مسدسا وغصن زيتون.
وبعد مؤتمر مدريد عام 1991 الذي كان مخيبا للآمال وافق عرفات على إجراء مفاوضات سرية مع إسرائيل في أوسلو والتي أدت في نهاية المطاف الى اتفاق منح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا على مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة لأول مرة منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967م.
وبعد أقل من عام على المصافحة التاريخية مع رابين في البيت الأبيض عاد عرفات الى مدينة غزة التي ترعرع فيها حيث انتخب عام 1996 كأول رئيس لمناطق السلطة الفلسطينية.
وفي السنوات الأخيرة لم يحقق عرفات إلا بعض التقدم المحدود باتجاه اتفاق سلام نهائي مع الدولة العبرية، بسبب خلافات حول وضع القدس يبدو ان تخطيها غير ممكن.
وبعد فشل قمة كامب ديفيد الاخيرة التي استضافها الرئيس الامريكي بيل كلينتون لاسبوعين، ستشهد المنطقة المضطربة اياما عاصفة، فقد تعهد عرفات بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في الثالث عشر من ايلول/سبتمبر المقبل في إطار اتفاق او دونه.
|
|
|
|
|