أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th July,2000العدد:10165الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

نظرةٌ إلى التعليم العالي
د, مهدي بن علي آل ملحان*
التعليم العالي يتميز عندنا بميزات عديدة، لعلّ من أبرزها وأهمها أنه يميل إلى العناية بالكيف أكثر من عنايته بالكم، وهذا يُعطي انطباعاً قوياً عن تعليمنا، وإذا أهمل الكيف واهتم بالكم فإن ذلك يكون على حساب مستوى التعليم، وبخاصة إذا كان ذلك يتم بصورة سريعة وغير متدرجة.
إن الاهتمام بالكم يحتاج إلى وقت وتدريج، حتى لا يضيع المستوى العلمي في خضم القفزات الكبيرة التي تحاول أن تلاحق الأعداد الكبيرة، إذ المستوى العلمي ينبغي أن يكون ثابتاً ومتصاعداً، أما الكمُّ فهو متغيرٌ متقلب، ولهذا فإن المواءمة بين الكمّ والكيف هي معيارٌ لمدى التطور الاداري والتخطيطي في التعليم العالي.
وسواء كان الكمُّ يقتضي أعداد الطلاب أم أعداد الجامعات أم أعداد الكليات والأقسام أم أعداد أعضاء هيئة التدريس فإن هذه الأعداد متغيرة لا تثبت بيد أن تغيرها ودرجة تسارع هذا التغير هما ميدان الحكم والتقويم، لأن الهرولة في التغيير لهما آثار سلبية تُدرك على المدى البعيد، ولا أحسن من التدريج في هذه الأمور، وليس معنى هذا أن نقول بالوقوف في مكان ما، والثبات عنده، لا وإنما نقول بالتغيير التدريجي الذي يتزامن ويتوافق مع المستويات العلمية، أي كيفية التعليم الذي هو لبُّ المسألة، وهو الذي يستطيع أن يسهم في بناء مجتمع متكامل، فإن وجود واحدٍ قد أوتي تعليما جيداً، وتدريباً متقناً كفيل بأن يحدث مشاركة فاعلة في المجتمع أكثر من عشرين لا يملكون هذه الكيفية.
إن التعليم العالي عندنا مع هذه الميزة الكبيرة التي أشرنا إليها إلا أن مما يضرّ به كثرة دور الاشراف عليه وتعددها بحيث تكثر الآراء المتناقضة مع التعليم ويظهر الازدواج في التعليم أيضا، ولا أدل على ذلك من ان الكليات التقنية مع أنها من اهم فروع التعليم العالي في كل المجتمعات تشرف عليها وتديرها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مع ان هدفها الرئيس هو مراكز التدريب المهنية والتعليم العام الفني والمهني، ولهذا فإن المنطق يقول: إن الفرع يعود إلى أصله، ولهذا فإن الكليات التقنية مع أنها تعليم عالٍ إلا أنها فروع لأهداف المؤسسة، وما أخشاه هو عودتها إلى المستوى الأدنى في التعليم الفني والمهني وهو الأصل في تعليم المؤسسة، ولهذا ستكون آثار ذلك سلبية، ولو تم التفكير بإنشاء جامعة تكنولوجية تضم هذه الكليات ومثيلاتها لآتت ثمارها، وأنتجت ثورة في التكنولوجيا لا مثيل لها.
ويقاس على ذلك بعض الكليات التي تشرف عليها قطاعات أخرى غير قطاعات وزارة التعليم العالي.
* الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في بيشة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved