| مقـالات
في كل ساعة من ساعات اليوم والليلة وعلى مدى اربع وعشرين ساعة يوميا يقتل في كل ساعة شخص واحد ويصاب في كل ساعة اربعة اشخاص بعض اصاباتهم قاتلة على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل وبعض هذه الاصابات مقعدة وعلى القارئ ان يعرف عدد ساعات الاسبوع ومن ثم الشهر وبعد ذلك يعرف ساعات العام وتكون الحصيلة اعداد القتلى والمصابين في كل عام وهي بلاشك ارقام خيالية,.
هذه الاعداد من القتلى والمصابين كل عام ليست نتيجة حرب تستخدم فيها الاسلحة الكيميائية او البيولوجية أو الذرية وليست في مكان في شرق العالم أو في غربه.
هذه الارقام والبيانات عن اعددا القتلى والجرحى في ساعة هي نتيجة لحرب من نوع آخر انها حرب الشوارع والطرق وسلاحها السيارات وتقع في بلادنا وعلى ارضنا المباركة.
تقول احدث التقارير ذات الصلة بالدراسات المرورية ووفقا لما نشرته جريدة عكاظ في عدد الاثنين 15/4/1420ه ان معدل الوفيات الناشئ عن حوادث الطرق في المملكة يقدر بقتيل كل ساعة بينما يصل معدل الاصابات الى اربعة مصابين في الساعة الواحدة من كل يوم على مدى العام.
أما سبب هذه الحوادث القاتلة فهو السرعة إذ ان أكثر الوفيات والاصابات التي سجلت كانت بسبب السرعة الجنونية التي يمارسها قائدو هذه المركبات وكأنهم يقومون بعمليات انتحارية لا شعورية.
ويمضي التقرير ليوضح بالارقام ان 80% من هذه الحوادث تعزى للسائق وان 70% من ضحايا هذه الحوادث القاتلة والمعوقة جسميا وعقليا هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن الاربعين عاما وان 40% من هؤلاء ممن هم دون الخمسة والعشرين عاما حيث يخسر الوطن حوالي عشرة آلاف شاب كل سنة.
وتقارن هذه الدراسة البيانية ارقام الوفيات من حوادث المرور بين الاطفال في المملكة وفي امريكا وبريطانيا فتكشف لنا ان معدل الوفيات في المملكة تصل إلى حوالي سبعة اضعاف مثيلاتها في بريطانيا وأمريكا.
هذه الآلاف المؤلفة من الصغار والشباب الذين يفقدهم الوطن كل عام في معركة خاسرة تدور رحاها على شوارعنا وفي كل مدننا وبين مناطق بلادنا من يستطيع ايقافها او الحد من استمرارها؟ التوعية مهمة والانظمة المرورية المشددة ايضا مهمة ومهمة جداً والفحص الدوري الشامل للعربة ايضا مهم وتشديد الانظمة الخاصة بالحصول على رخصة القيادة وتصريحها مهم,, ولكن مع اهمية كل هذه العوامل فإن بلادنا تفتقد وجود البديل لامتلاك عربة او سيارة خاصة,, بلادنا تفتقد وجود نقل عام داخل المدن منظم وباسعار معقولة,,, إذا أوجدنا البديل لتنقلات الناس فإننا هنا لن نضطرهم للتحايل على النظام من اجل الحصول على رخصة قيادة او من اجل شراء عربة او سيارة غير مستوفية لشروط السلامة او من اجل استقدام سائق وافد لم يركب في تاريخ حياته سيارة فكيف بقدرته على قيادتها.
قبل التفكير في ايجاد حلول لهذه الحرب المدمرة لابد من وجود بديل يعوض الناس ويمكنهم من الوصول إلى العمل او إلى السوق أو إلى منازل الاصدقاء والأقارب دون الحاجة إلى سيارة خاصة.
|
|
|
|
|