أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th July,2000العدد:10165الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

السياسة الخارجية الأمريكية في العهد القادم
د, عبدالله فهد اللحيدان
الولايات المتحدة مقبلة على فترة انتخابات هامة في نوفمبر هذا العام والمرشحان الرئيسيان هما آل غور عن الحزب الديمقراطي وجورج بوش عن الحزب الجمهوري, بالاضافة الى عدد من المرشحين غير المهمين الذين لم نسمع بهم من قبل ما عدا بات بوكانن مرشح حزب الاصلاح هذه المرة والذي ترشح عدة مرات سابقة على قائمة الحزب الجمهوري في الانتخابات الاولية ولكنه لم ينجح في الحصول على تأييد الحزب، ومرشح عربي اسمه رحال يترشح عن حزب يطالب بتخفيض الضرائب وحماية المستهلك من سطوة الشركات الرأسمالية العملاقة, ولعلنا نتذكر حزب الاصلاح الذي اسسه البليونير روس بيرو والذي خسر انتخابات 1992 و1996 وخسر معها مئات الملايين من الدولارات, إن هؤلاء المرشحين الفرعيين ليس لهم امل في الفوز، ولكنهم يترشحون للفت الانتباه الى قضايا يعتقدون بأهميتها البالغة, ونعود الى المرشحين الرئيسيين والى رؤيتهم لما يجب ان تكون عليه السياسة الخارجية الامريكية في المستقبل.
ويبدو انه ليس هناك اختلاف جذري بين الرجلين فكلاهما يؤيد ان تقوم الولايات المتحدة بسياسة خارجية نشطة وفاعلة، وكلاهما يؤيدان توسيع واستمرار منظمة التجارة العالمية مع الاخذ بالاعتبار عدم الاضرار بمصالح المواطن الامريكي وخصوصا العمال والمزارعين.
وفي خطاب ألقاه بوش في واشنطن، بحسب نشرة عن الانتخابات الامريكية تصدرها دائرة الاعلام في وزارة الخارجية الامريكية، اعلن ان على الولايات المتحدة بناء نظام دفاعي مضاد للصواريخ باسرع وقت ممكن حيث قال: ان الخطر القادم الذي يهدد الولايات المتحدة واصدقاءها وحلفاءها بل ويهدد روسيا نفسها يأتي من الدول الشاذة )Rogue( (أو المارقة أو الشريرة) والجماعات الارهابية والاعداء الآخرين الذين يريدون التوصل الى اسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها لمسافات طويلة (الصواريخ).
ويعتقد بوش ان روسيا ليست بحاجة الى استمرار الاعتماد على استراتيجية الردع الاستراتيجي (توازن الرعب النووي) لأن الحرب الباردة انتهت وبناء نظام امريكي مضاد للصواريخ لن يضر بروسيا على الاطلاق, وانتقد بوش سياسة الرئيس الحالي الذي لا يريد نظاما شاملا مضادا للصواريخ بل يريد نظاما مبسطا, ويعتقد بوش ان بإمكان الولايات المتحدة بفضل بناء النظام المضاد للصواريخ تخفيض صواريخها الهجومية بشكل اكبر مما تتضمنه معاهدة ستارت 2 مع روسيا من دون تعريض امن الولايات المتحدة للخطر, وأيده في ذلك بعض الخبراء العسكريين المشهود لهم بالكفاءة مثل الجنرال كولن باول، الذي ايد علنا برنامج بوش العسكري مما يمنح بوش دعما هو بحاجة اليه من خبير عسكري يحظى بالاحترام من قبل الشعب الامريكي, وعن كيفية تمويل هذا المشروع الضخم خصوصا وان بوش يؤيد تخفيض الضرائب قال بوش ان ميزانية الولايات المتحدة تحقق فائضا الآن لذا سيكون بالامكان تخفيض الضرائب في نفس الوقت الصرف على هذا البرنامج الضخم.
اما بالنسبة لموقف آل غور من قضية النظام المضاد للصواريخ فقد أعلن آل غور انه سيتصرف في هذه المسألة بالكثير من المسؤولية والتعقل وانه سيعمل مع روسيا لإقناعها بتعديل معاهدات ضبط التسلح السابقة لاضافة بند يسمح للولايات المتحدة ببناء نظام مضاد للصواريخ موجه ضد الدول المارقة او الصواريخ التي تطلق بطريق الخطأ.
وفي حين يبدو آل غور أكثر مرونة من بوش في مسألة الدفاع الاستراتيجي فان الاثنين يبدوان صقورا فيما يخص السياسة الخارجية تجاه الشرق الاوسط, فبالنسبة لبوش فقد اعلن انه سيحافظ على العلاقات الخاصة التي تربط الولايات المتحدة باسرائيل بصرف النظر عن نجاح او عدم نجاح محادثات السلام الدائرة الآن, كما وعد بوش بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس, وانتقد بوش سياسة الرئيس كلينتون التي تضغط على اسرائيل لتقديم تنازلات اقليمية وبسرعة واتهم الادارة الامريكية بالتدخل في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة لمصلحة حزب العمل، اما بالنسبة ل آل غور فقد قال انه سيقوم بسياسة تدعم السلام في الشرق الاوسط.
وقال انه سيحافظ على امن اسرائيل وسيشجع على التنمية الاقتصادية في المنطقة، ومساعدة الفلسطينيين لتأسيس مؤسسات ديمقراطية, وقال آل غور ان العلاقات مع اسرائيل راسخة على صخرة القيم المشتركة التي تجمع الاثنين، والتراث المشترك للشعبين والحماس والالتزام التام بالحرية.
وبالنسبة للعراق فالاثنان متشددان للغاية، ويطالبان بسياسة اكثر شدة مع صدام حسين، وانتقد بوش سياسة كلينتون غير الصارمة مع صدام حسين وطالب بدعم قوات المعارضة العراقية بكافة اشكال الدعم، واوضح بوش ان مرسوم تحرير العراق هو الاسلوب الصحيح للتعامل مع صدام حسين, ويعتقد بعض المراقبين ان آل غور سيتبع سياسة خارجية مشابهة لسياسة كلينتون في هذا السياق ولكنها اكثر قوة وتشددا ويستشهدون بدعم آل غور لاستخدام القوة ضد صربيا في البوسنة وكوسوفا ويعتقد هؤلاء المراقبون ان آل غور سيحاول ان يثبت ان سياسته الخارجية بالرغم من تشابهها مع سياسة كلينتون الا انها ليست متطابقة معها تماما وسيحاول إثبات ذلك من خلال سياسة فعالة لاسقاط صدام حسين.
وبالنسبة للصين كان بوش متشددا ووصف الصين بانها المنافس الاستراتيجي القادم للولايات المتحدة عازفا على مخاوف لدى رجل الشارع الامريكي لا يدعمها التحليل العلمي والواقعي عن الصين, فالصين وان كانت بلدا كبيرا ويمتلك صواريخ نووية وتنمو نموا سريعا الا ان الفرق شاسع بينها وبين إمكانيات الولايات المتحدة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية والبشرية (من ناحية الكيف),, الخ.
لكن بوش اراد استخدام هذه النقطة لصالحه معارضا سياسة كلينتون التي لا تصور الصين بهذه الخطورة وتؤيد ضم الصين الى منظمة التجارة العالمية ودمجها في النظام العالمي وان هذا هو الذي سيقود الصين للابتعاد عن الشيوعية, ومع وصفه للصين بالمنافس الاستراتيجي الا ان بوش لم يلتزم بأشياء تفصيلية عن كيفية التعامل مع الصين لذا فمن الارجح ان يستمر على السياسة الامريكية الحالية تجاه الصين والتي بدأت منذ وقت طويل وتطورت خلال فترة حكم والده 1988 1992 وفترة حكم كلينتون 1992 2000.
اما بالنسبة للعلاقات مع المكسيك ودول امريكا اللاتينية فقد تسابق الاثنان على إظهار تأييدهما لسياسة ودية تجاه هذه البلدان, ويعود هذا الى الاعتقاد بأن الامريكيين من اصل لاتيني سيلعبون دورا حاسماً في الانتخابات القادمة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved