| تحقيقات
* تحقيق : مريم شرف الدين
بدأت السياحة الداخلية تكتسب بعد الملامح الجديدة سواء من خلال الانشطة او الفعاليات التي تشهدها بكثافة هذا العام في المهرجانات المنتشرة في كل المدن السعودية.
لكن ومع هذا التحول الملحوظ حاولنا استطلاع بعض الآراء عن الملامح الجديدة للسياحة من خلال الاهتمام الكبير الذي بدأت توليه قيادتنا للسياحة الداخلية
ايضا ما مدى ارتياحهم للمرحلة الحالية التي حققتها السياحة في المملكة باعتبارها من الصناعات الحديثة التي ستساهم في دعم الاقتصاد الوطني بالمملكة؟
كذلك وفي ظل التحولات ومن خلال تقديراتهم الخاصة,, كيف باستطاعتنا النهوض بمستوى هذه النوعية في الصناعة لتحقيق المزيد من الخبرة وتوجيه اهتمام المواطن اليها خصوصا بعد تأسيس الهيئة العليا للسياحة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام واختيار صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز امينا عاما لهذه الهيئة.
في البداية تشاركنا بالاجابة على هذه التساؤلات صاحبة السمو الملكي الاميرة هنا بنت عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود قائلة:
ان السياحة بوجه عام داخل المملكة هذا العام خطت خطوات هامة وذلك بانشاء هيئة عليا للسياحة واختيار سمو الامير سلطان بن سلمان امينا لها,, وهذه بحد ذاتها خطوة ايجابية وان شاء الله يكون هناك المزيد من التطورات اللاحقة لتكون السياحة على مدار العام.
اضف الى هذا ان المهرجان والانشطة التي اعدت للمرأة عموما تتطور من مهرجان لآخر ومثلا وكما لاحظت في مهرجان العام الماضي او هذا العام سواء بالنسبة للمدينة او جدة أجدها تهتم بتخصيص مواضيع اكثر وفتح مجالات وآفاق اكبر لها وللطفل بصفة عامة وهذا بحد ذاته يعتبر مؤشرا طيبا لتحقيق المزيد من التطور لكن في ذات الوقت الذي نتمنى فيه بان يتضاعف هذا الاهتمام وان تكون الانشطة الحالية الموجودة امتدادا للمزيد من الانشطة القادمة وبالتالي فان تطلعاتي للسياحة الداخلية في ظل الاهتمام الذي بدأت توليه الدولة,, وتشجيعها لها,, ان شاء الله تكون السياحة احد الروافد والركائز الاقتصادية القوية في هذه البلاد,, وللتأكيد على هذا الواقع فقد سبق لي وان حضرت مقابلة للأمير خالد الفيصل,, عبر التلفزيون وكان يقول: (ان شاء الله سوف يأتي اليوم والوقت الذي تكون فيه السياحة تعادل دخل المملكة من البترول).
وان شاء الله سوف يتحقق لنا ذلك لان السياحة لدينا مع وجود الهيئة العليا للسياحة سوف تسير وفق اسلوب منظم وبالشكل الذي يضمن لها ان تكون كصناعة مضمونة احد الروافد الاساسية التي تساعد على تغذية اقتصادنا الوطني.
قرارات ,, لمواكبة العصر
من جانبها اشارت صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت فيصل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود الى القرارات التي صدرت مؤخرا بقولها:
لقد ودعت المملكة العام الهجري الماضي 1420ه بما حفلت به ايامه ولياليه من احداث وتعاقبت في كل مجال وعلى كل الاصعدة,, ومع اطلالة العام الهجري الجديد 1421ه وازدان عقد منظومة اقتصادنا الوطني بالعديد من القرارات الاقتصادية الهامة التي ارتكزت في مضامينها على سابقتها من قرارات متتابعة لتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني مواكبة لمجريات العصر.
وهذه القرارات التي اولتها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين اهتماما بالغاً فانها تعبر عن تطلعات ابناء هذا الوطن الغالي بتنشيط السياحة الداخلية لما لها من عائد اقتصادي واجتماعي جم على بلادنا.
وحتى وان كانت السياحة في المملكة تعتبر حديثة عهد وذلك قياسا بالعمر الزمني للمشروعات الاقتصادية الوطنية ولكن ما يمكن التنبؤ به في هذا السياق هو ان السياحة تعتبر بادرة مميزة لتفعيل قطاع الاعمال علىوجه الخصوص وكافة القطاعات الاخرى على وجه العموم مما سيكون له دور فاعل وايجابي والاسهام المأمول في هذا القطاع السياحي في المواكبة المستمرة وتعزيزا لمكانة الاقتصاد السعودي,وتضيف سموها كما ان تنشيط قطاع السياحة يعتبر قراءة متأنية لتعزيز مكانة اقتصادنا الوطني.
ولاشك ان القطاع السياحي قطاع خدمي مهم جدا,, حيث ان تشجيع السياحة في المملكة سيساعد كثيرا في تحقيق المزيد وتنمية القطاعات الخدمية المختلفة لتشمل الكثير من الامور التي يتعامل معها السائح في حياته وتنقلاته اليومية خلال فترة زيارته.
مقومات وطنية
وتضيف سمو الاميرة نورة بنت فيصل ان المملكة مؤهلة الان لأن تستقطب السياح بحكم ما تزخر فيه من مناطق جذب سياحية طيلة اوقات العام في ذات الوقت الذي لايفوتنا فيه التأكيد على ان السياحة صناعة متطورة ولها عوامل ربط عديدة في الاقتصاد.
كما ان القرارات التي اصدرها مجلس الوزراء مؤخرا واللائحة التي تتكون من اربع عشرة مادة والتي تنظم اجراءات الاستثمار الاجنبي وتكوين الهيئة العليا برئاسة صاحب السمو الملكي سيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز وامينها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز هذه الاجراءات تعتبر ضمانة اساسية لتطوير القطاع السياحي في مملكتنا.
وبالتالي فان القرارات الحكيمة التي صدرت مؤخرا بشأن القطاع السياحي في المملكة تعد ثمرة الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن حيث انها ستعزز من قوة ومكانة الاقتصاد السعودي لمواكبة التوجيهات الدولية نحو عولمة الاقتصاد كما انها تمثل روافد جديدة لتنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل القومي كالنفط ومشتقاته كمصدر وحيد للدخل.
ومن هذا المنطلق فان باستطاعتنا جميعا كمواطنين ورجال مال واعمال ومصانع وشركات خاصة ومجهودات خاصة منظمة ومدروسة وتحت اشراف لجان متخصصة ان نحقق خلال السنوات القادمة ان شاء الله قفزة كبيرة للنهوض بالسياحة في مملكتنا العزيزة تحت ظل راية التوحيد وبقيادة خادم الحرمين الشريفين ورعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله.
التكامل المطلوب
اما السيدة حنان العساف فتشاركنا بالحديث عن هذا الموضوع بقولها:
ان اهتمام الدولة وتشجيعها للسياحة خطوة كنا نتمناها من زمن بعيد ونتطلع الى وجودها لان بلدنا لا ينقصها اي شيء من المقومات السياحية والحمد لله انها تحققت او بدأت تتحقق بالاحرى خصوصا في ظل التوجه الحالي للدولة والفعاليات والانشطة السياحية المختلفة التي تتلمسها هنا وهناك وما سيكون لها من دور في المستقبل القادم لتحقيق التكامل المطلوب للجذب السياحي.
وتضيف: من ناحية اخرى فإن هذه المهرجانات منحت للمرأة الخصوصية والاستقلالية من خلال المساحة التي وفرتها للتواجد في اماكن مستقلة بعيدا عن الرجل وهذا بحد ذاته مهم للغاية بالنسبة لها لتؤكد على مكانتها التي وضعتها وكرمتها فيها الدولة واقامة الفعاليات الثقافية والفكرية والادبية والترفيهية التي تتناسب مع تطلعاتها هي,, وفي ذات الوقت تكون بشكل يتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا ولايتنافى مع الشرع.
وعندما اقول ذلك لان العالم كله مازال ينظر للمرأة السعودية او الخليجية بصورة لم تتجاوز الخيمة او الجمل وبالذات عندما تختلط مع الاخوات الاجنبيات بينما ان الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية او الخليجية يعتبر عكس ذلك,, وهناك تطور ملحوظ يتنامى يوما بعد يوم وهذا بالطبع سيكون له ابلغ الاثر ومما سيساعد على تطوير اولادنا ويكون لديهم انفتاح اكثر.
ولكن حتى يمكنني ان ازكي السياحة الداخلية عن غيرها فهذا حتما ما سيكون متى ما توفرت لدينا كل المقومات السياحية التي نحتاجها ونتطلع الى تحقيقها بنسبة 100% وتغنينا على السياحة الخارجية,مثلا ان اول ما ابحث عنه في الساحية الخارجية هو: الآثار والمتاحف الموجودة في ذلك البلد ومحاولة اخذ فكرة كاملة عن حضارة البلد الذي اقوم بزيارته.
بينما نحن نفتقد الى هذا الشيء ونفتقر اليها حتى في مجال التعليم نسمع عن الآثار الموجودة لدينا في بلدنا ولكن لا تتوفر لدينا اي خلفية عنهاوربما نعرف عن الآثار المصرية ولانعرف عن الآثار السعودية بينما بلدنا الحمد لله يزخر بالكثير من الاثار والمناطق الاثرية.
وفي تقديري ان توفر مثل هذه المعلومات سيساعدنا كثيرا في تزويد الاخرين بها عند مقابلتنا لهم في الخارج واعطاء خلفية عن المناطق الاثرية التي يمكنهم القيام بزيارتها,وحقيقة هناك بعض الاشخاص يوجد لديهم البعض من هذه الآثار,, وللاسف لا نعرف كيف وصلت اليهم او اقتنائهم لها قبل معرفتنا نحن اهل البلد بها.
ايضا اعتقد بأن هناك الكثير من الناس يتمنون ان يحضروا الى المملكة بغرض السياحة الا ان هناك بعض الاماكن السياحة في المقابل الاهتمام بها لم يتكامل بعد ونسمع عنها نحن ابناء الوطن ولكن لا نعرف عنها الكثير.
وهذا بالطبع مما يجعلنا نتمنى ونتطلع ان يكون هناك اهتمام اكثر واكبر يمثل الواقع الحقيقي لماتزخر به هذه المناطق وتوفير المعلومات التي تجعلنا نتعرف عليها بشكل يجذبنا الى السياحة الداخلية ويعرفنا بالمميزات السياحية التي تنفرد بها هذه المناطق,وبلاشك مع تشكيل الهيئة العليا للسياحة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله وخططها المدروسة والاهتمام الكبير الذي يوليه قادتنا لقطاع السياحة,, سوف تساهم في ابراز الكثير من المقومات السياحية واعطاء الحيز المناسب بالشكل الذي يمكننا ان ننهض ان شاء الله بالسياحة الداخلية وفق المعايير التي اعدت لها.
تظاهرات سياحية
وتقول الدكتورة مريم صبان جامعة ام القرى عن هذا الموضوع:
كل ما نشاهده اليوم وتقع عليه اعيينا من تظاهرات سياحية يعتبر دعما وتشجيعا كبيرا للمواطن على السياحة الداخلية واقامة المهرجانات والفعاليات المختلفة في مناطق المملكة سواء مهرجان جدة 21 او مهرجان الطائف، او مهرجان المدينة المنورة ومهرجان ابها السياحي كل هذا يعتبر فرصة جيدة وايجابية للمواطن حتى يتعرف على المناطق المختلفة في وطننا الحبيب.
وهذا بالطبع اضافة الى كافة التسهيلات التي توفرت للمصطافين سواء بالنسبة للاقامة او التنقل او لكافة الوسائل الاخرى وهذه فرصة طيبة ومجهودات كبيرة في الحقيقة كما اعتقد, ايضا الجهات التي تقوم باعداد هذا العمل وتنظيمها له بالشكل الرائع الذي شاهدناها فيه يعد خدمة للمجتمع وللمرأة والطفل ولافراد الاسرة باكملها.
دور المواطن
ومع كافة هذه المقومات لا يسعنا بالطبع الا ان نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المنة والعطايا التي منحنا اياها في هذه الدولة، في ذات الوقت الذي نتطلع فيه المزيد من العطاءات القادمة بالطبع وتواصل هذا الدور من المواطن,, وان تكون هناك استجابة جادة فعلا من المواطن لتحقيق التلاحم المنشود من خلال التواجد وتعريف الابناء على ما يوجد في داخل المملكة باقامة المشاريع السياحية التي تمكنهم من الاطلاع على هذه المعطيات التي لا يوجد لها مثيل في العالم من وجهة نظري في الحقيقة ويكفي نعمة الامن والحمد لله التي تتمتع بها هذه البلاد وهذا كما اعتقد كل ما نصبو اليه ويصبو اليه كل مواطن في هذه البلاد,وتضيف د, مريم: وبالتالي فإن تطلعاتنا للسياحة الداخلية وبعد تشكيل الهيئة العليا للسياحة تطلعات المواطن المتفائل الذي يرجو كل الخير لهذا الوطن وبأن تكون على المستوى العالمي.
ونحن نتطلع الى المزيد ولكن كما سبق وان ذكرت ضرورة قيام المواطن بالدور الاساسي والرئيسي ولان يكون هو المحرك والوسيلة التي تساعد على بلورة هذه الانعاكسات الطيبة وينبغي عليه ان يشارك ويسهم بكل ما يخدم الوطن وكل ما يؤدي الى المزيد من الارتقاء به ان شاء الله.
من المحررة
,,, وبعد عرضنا لآراء ضيوفنا وبعد هذه المحصلة من الآراء وبما تحمله من تطلعات جميلة لمستقبل السياحة في المملكة الا ان الأجمل من ذلك وجود هيئة مختصة بشؤون السياحة.
ونحن لا نعتبر اقل شأنا من الدول التي قطعت شوطا في مجال السياحة ,, لانشاء هذه الهيئة او اي هيئة من الهيئات الاخرى التي تمكننا الى تحقيق التكامل للمنظومة التنموية وليس السياحية فحسب لاننا في حاجة لوجود اكثر من هيئة عليا لتنظيم مواردنا الاقتصادية التي تضمن مواجهتنا للعولمة ودخولنا الى منظمة التجارة العالمية وفتح آفاق جديدة للاستثمار الاجنبي في المملكة وتمليك العقار الى آخر ذلك من توجهات للدولة وبالخطط المدروسة والتخطيط الرصين المسبق وبالتعاون المشترك سيكون باستطاعتنا الارتكاز على قاعدة صلبة تعزز من مكانتنا الاقتصادية.
ايضا الاخوات اللواتي شاركننا في هذا الموضوع المطروح ومعاناتهن حول عدم وجود المعلومات الكافية عن المواقع الاثرية في المملكة وتأكيدهن على عدم الاهتمام بهذه المواقع او القاء الضوء عليها بالصورة التي تضمن الاستفادة منها في تحقيق الجذب السياحي منها,هذا مما يجعلني اقول لماذا لا يتم التنسيق بين الهيئة العليا للسياحة والهيئة العليا للآثار وايجاد القنوات المناسبة لبحث كيفية الاستفادة من المواقع الاثرية في المملكة,والاستفادة من التلفزيون كواجهة محلية ودولية من خلال القناة الفضائية السعودية للتعريف بهذه المناطق وتاريخها والآثار الموجودة بها والزمن الذي تم اكتشافها فيه من قبل الجهات المختصة لدينا,وايضا لماذا لا يتم التعاون مع الجهات المعنية بالحياة الفطرية وتنظيم رحلات للمواطنين او للاشخاص الذين يرغبون بزيارة المملكة طوال العام الى المناطق المحمية والتعريف ايضا بالمقومات البيئية والجهود التي بذلتها الدولة.
** أخيرا المقومات السياحية الموجودة لدينا كما اعتقد كثيرة وتحتاج الى مساندة الآخرين لإبرازها والاستفادة منها كموارد للدولة وتعزيز قاعدة اقتصادنا الوطني لان هناك رجالا في هذه الدولة يبذلون قصارى جهدهم لاسعاد المواطن ولكن يبقى دور المواطن ليثبت هذا المواطن قدراته الاستثمارية وتفعيل هذه القدرات.
|
|
|
|
|