| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان في احسن تقويم، ومنحه العقل الذي يميز به ويتميز به عن بقية المخلوقات الاخرى، وفطره على حب الآخرين، فالانسان اجتماعي بطبعه يميل الى الاجتماع ببني جنسه ويكره العزلة والانفراد، وهو دائم البحث عن الرفاق والاصدقاء يزداد زهواً وفرحاً كلما كثر أصدقاؤه وتوطدت علاقته بهم، والصديق الذي يبحث الانسان عنه هو ذلك الشخص الذي يرتاح اليه ولا يمل مجالسته والحديث معه، يبوح له بمكنون صدره ويستشيره في كل صغيرة وكبيرة من شئون حياته الخاصة والعامة، ويعرف الصديق عن صديقه اكثر مما يعرفه والداه واخوانه والصديق صديقان، وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفتهما بقوله: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما ان يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما ان تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما ان يحرق ثيابك وإما ان تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه, (يحذيك): يعطيك,, (الكير): ما ينفخ فيه الحداد، إن هذا الحديث الشريف لهو أبلغ وصف لحال الصديق الصالح وصديق السوء، وعند اختيار الصديق,, فليكن كحامل المسك, الذي لن تخرج من عنده خالي الوفاض، فالصديق الصالح تجده ناصحاً لاصدقائه مقدماً لهم الرأي والمشورة والنصح والتوجيه، أميناً على اسرارهم يحب لهم ما يحبه لنفسه.
وعلى النقيض من ذلك تجد صديق السوء الذي يحاول ان يحرق اصدقاءه بناره، فان كان مدخنا حاول بشتى الطرق ان يجعلهم مدخنين مثله، فتجده يزين لهم عادة التدخين ويصف الدخان لهم بصفة ليست فيه، وان كان لا يصلي حاول جاهداً ان يصرفهم عن المسجد وان كان فاشلاً في دراسته سعى الى جعلهم فاشلين مثله فيعمل على اشغالهم عن المذاكرة، ويذم الدراسة امامهم ويزين لهم الغياب عن المدرسة, وترك الدراسة فهو في سلوكه هذا مع رفقائه كالأجرب سرعان ما يصيبهم بجربه بل هو كالشيطان الرجيم الذي يحاول ان يغوي الناس ويصدهم عن دينهم حتى يكونوا شركاء له في الاثم ومرافقين له في نار جهنم، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن قرناء السوء.
والانسان منا يعرف ويستدل على اخلاقه من خلال سلوك رفقائه واصدقائه ان خيراً فخير وإن شرا فكذلك قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) (الخليل): الصديق وقال القائل:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي |
فينبغي اختيار الصديق بحرص والابتعاد عن الشخص الذي يخالف سلوكه تعاليم ديننا الحنيف، نبتعد عنه بعد محاولتنا تعديل سلوكه إذا كانت لدينا القدرة على ذلك والا نستعين بمن يستطيع توجيهه وارشاده فإن لم يستجب لذلك واستمر على سلوكه الشائن فلنفر منه فرارنا من الأسد, عصمنا الله واياكم من قرناء ورفاق السوء ووفقنا الى اختيار الرفقة الصالحة التي تدلنا على الخير وتعيننا على فعله وبالله التوفيق.
حمد بن صالح العبيّد مرشد طلابي بريدة
|
|
|
|
|