موّال عراقيّ، وسفينة,.
صفحاتُ موجٍ شاهقٍ، وأضواءٌ ترفرف
فوق أبراج المدينة,.
وقاموسٌ مليء بمقرداتٍ عذبةٍ:
أشتاق، أهوى، أفهم الدنيا، أحبُّ
أنا معذّبُ يا رفاق,, لا
لست تعرف نفسك، يا وحيدُ
لقد أخذنا عنك جرحك والتعذّر
نصف يومٍ,.
ثم أهديناك كل الفاكهة:
تفاحةً، والبرتقال، وأحمر الخدّين
يعجبنا انتماؤك للحياة بأسرها
يعجبنا اختفاؤك,, والحضور
يعجبنا احتفاؤك بالفراشة، والندى
من فوق شعرك,, والطيور
فأين تذهب، نصف يوم؟
لا يهم,, إذا البلاد تغيرت، وأنا هنا
ليس المكان ولا الكراسي,.
ليس البساط ولا الشماسي,.
هو الزمان بطوله، وهي الحياة
أرواحنا تجتاز كل الأمنيات,.
يا رفاق: تعبت من حبي لكم
وتعبت أنزل عندكم,.
قولوا لغيري أن يضم الماء مثلي
أن يفك رباط جرحي، كي أطيبَ
وفوق أنف الهجر,, أنتظرُ الحبيبَ
أنا تعبتُ، ولم أزل أحكي الحكاية نفسها
أمشي لنفسي، ثم تتبعني الدروبُ
أقول بعض قصيدتي,, وأتوبُ
ثم أكملها قصائد لا تضيع، ولا تلاقي مثلها
وكأنني كلّ الضياع
ولا أبيع,, ولا أباع
وكأنني كلّ المتاهة، متخمٌ بين الجياع,.
أنا يا رفاق مهذّبٌ جداً، وأعرف
صرختي مجنونةٌ
فا يحاورني أحدكم:
كيف تشرب نصفَ عمرٍ قادمٍ
في نصف يوم؟
ولا يسألني أحدكم: كيف تشرب؟
هدني القول الزجاجي الرطيب، وعضّني
لم أشتهِ الوقتَ المؤجل، والذي قد فرّ مني
إنما,, قد عشتُ يومي كاملاً
قد عشتُ عمري,, ليلةً مكسورة في القلب
عشتُ أيامي جميعاً، يا رفاق النصف يوم,.
|