| مقـالات
* نحن هذه الايام:
بيوم من الجوزاء يستوقد الحصى تلوذ بأعضاد المطايا جخادبه |
هذا في الصحراء في برج الجوزاء والحال أشد وأنكى في البيوت الإسمنتية، وعلى صفيح الأسفلت والوجه الآخر للمكيفات! ولا نلوذ إلا بالله ثم بشجيرات البرسوبس فلا مطايا هنا وقد استوقد الحصى، وسكنت الريح، وانتعل كل شيء ظله، وسال لعاب الحرارة بل صهدها في حَمّارة القيظ:
بيوم من الشعراء يسيل لعابه أفاعيه من رمضائه تتقلب ! |
والتفت إلى جاري أمسح العرق من جبيني في وليمة عرس، والمكيف يئن في مجلس اكتظ بالمدعوين: كم تتوقع درجة الحرارة في هذا المجلس ونحن الآن في الساعة العاشرة ليلاً؟
أهي أربعين درجة؟!
أظنها ثماني وثلاثين درجة!
كيف ظنك بدرجة الحرارة لو تم تطبيق نظام (العزل الحراري) للسطح العلوي والجدران الخارجية لهذا المنزل؟
أظنها على مستوى عطاء هذا المكيف المرهق في هذا المكان وهذه الساعة ربما ستكون سبعاً وعشرين درجة أو اقل من ذلك!
إذن كيف نغفل عن أهمية العزل الحراري، وهو له هذا الدور الهام بتخفيض درجة الحرارة؟
نحن نهتم معمارياً بالشكل قبل الجوهر، هل رأيت تلك الثريا التي تتدلى من القبة لحظة ان دخلنا هذا المنزل، ان قيمتها لاتقل عن اثني عشر ألف ريال، هذا المبلغ وحده كاف لتطبيق نظام العزل الحراري بمواصفات حديثة وممتازة لكن صاحب المبنى أبعد النجعة وأخطأ الصواب من حيث يعلم أو لا يعلم، فقدم الزخرفة الشكلية على المحتوى والمضمون!
ولكن من المسؤول عن توعية الناس إلى أهمية العزل الحراري، ودوره في تخفيض درجة الحرارة في مناخنا اللاهب ومن ثم تخفيض فاتورة الكهرباء إلى النصف، أهي شركة الكهرباء؟ أهي البلدية؟ أهو الإعلام الذي يجب أن يلفت الناس الذين يبدأون في تشييد منازلهم لتبيان أهمية العزل الحراري ودوره الحيوي الفعال في بلادنا المشهورة بارتفاع درجة حرارتها؟
* وصوت مضيفنا بالعشاء، فانقطع حواري مع جار المجلس، وقمنا ونحن نمسح العرق من جباهنا، ونتمنى لو أن مضيفنا منع (الجوزاء) من دخول منزله باستخدامه لنظام العزل الحراري، إذن لاستكملت دعوته لنا أركان الضيافة والإكرام.
|
|
|
|
|