أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th July,2000العدد:10163الطبعةالاولـيالاربعاء 24 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

مالي إلا ولدٍ يقرا,,!
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كان التعليم الابتدائي يعتمد في صميمه على تخريج النسخ الكربونية من انصاف المتعلمين حينما كانت اركان العملية تنصب على القراءة والكتابة المجردة او على (فك الحرف) كما يقال ومع بالغ الأسى لايزال ذلك التصور السلبي الممقوت جاثما على عقول الكثيرين ممن ينتسب الى تلك العملية ناهيك عن اولياء الامور الذين لم يدركوا من التعليم سوى عوالق جوفاء اكل عليها الزمن ولم يشرب او من كان أميا بالضرورة لا يعرف عن (المدرسة الحديثة) الا انها سجن المهمل وجنة الشاطر!
كل ذلك في عصر الانفجار التقني وفي ظل التقدم الصناعي والتكنولوجي وتحت اطار تداعي الامم يظن الفئام من اولئك الخلق ان غُدو ابنه للمدرسة بحقيبته والتأكد من تسلمه جميع كتبه المدرسية هو التعليم المراد والمتابعة المرجوة؟!
بعدها يُبحر في اعماق دنياه الخضم المتلاطم لا يعرف المدرسة الا عندما يستدعى لخلل,, ما,, او لإلقاء اللائمة على الأسرة المدرسية عند اخفاق ابنه في آخر العام! هذه هي السمة الميدانية الغالية على أولئك الناس.
وما علموا أن أبسط ما يمكن ان يفعله الانسان تجاه ابنائه هو الوفر المادي والرعاية الحسية، بل ان المتابعة العلمية الروحية المنظمة هي اصعب وأشق فلكي اغرس شجرة لا احتاج الا الى يد وفأس وبذرة وتراب ولكنني إذا اردت ان اغرس فكرة ومبدأ فإنني بحاجة الى معرفة عميقة بها والى عقل مفكر ولسان معبر وقوة اقناع وتربة لا اقول ترابا صالحة تتقبل مني كل حججي ومنطقي وقد ارجع بخفي حنين.
لذا كان لزاما على كل اسرة ان تعلم ان هذا الطفل قدم الى المدرسة تحت اطار حياة جديدة ومواقف مختلفة تحتاج الى تكيف من لون خاص لا يتأتى الا بالتعاون المثمر الصادق بين البيت والمدرسة لتقام دعائمه بصورة سليمة موفقة تساعد شخصية الطفل على النمو الصحي والجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي او قل النمو التكاملي المقولب لشخصيته لتثار فيه ملكة الابداع والنقد الهادف البناء واكتشاف الموهبة وتوجيهها وتنمية الخيال العلمي المتزن وتقويم السلوك المكتسب وتعزيزه اضافة الى اكسابه المهارات الخاصة وتجسيد تراث أمته وثقافتها امام مداركه كل ذلك باسلوب تربوي مناسب لمرحلته العمرية فمتى استشعر المنزل تلك الاسس والمبادئ التي يقوم عليها تعليمه وتستند اليها تربيته ثم عمل على التئام الفجوة وتقريب الهوة كان ذلك ادعي لتحقيق الاهداف السامية التي حشدت لاجلها الامكانات وانشئت لها المدارس وتوافد لنيلها الاطفال.
فاصلة: اشغال المدرسة في امور تافهة او التردد عليها كل وقت لإعاقة سير العملية! كل ذلك ليس من المتابعة في شيء.
فهد بن علي الغانم
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved