** نورة معلمة راتبها عشرة آلاف ريال وكسور ,.
ولها من الأطفال أربعة,.
استقلت اقتصادياً فقد منذ زواجها,.
وهي تساهم في منزلها وعلى أطفالها بالقطارة,.
إلى أن صكت باب فيلتها,.
وحينها أغلقت منافذ قلبها,.
وحجبت عنه الماء والضوء وكل أسباب الحياة,.
تلوح دائما بالخطر المحدق على زوجها من فيلتها الجديدة.
أنا هالحين مغنيني الله ,, فيلتي يركض فيها الخيل,.
واستحالت هذه العبارة إلى مقرر يومي,.
كُتب على الزوج أن يسمعه,.
أن يتأمل فيه,.
أن يخاف منه,.
ويرتجف له.
وتشتعل عيون الصغار بعلامات الاستفهام.
والإحساس القاتل.
برائحة الضغينة التي بدأت تنتشر في صدر أبيهم رويداً رويداً,.
صاروا هم الآخرون يرددونها كلما رفض لهم أبوهم طلب,, أي الحمد لله لها فيلة وحنا مغنينا الله معها .
** وسرت العبارة.
يرتجع صداها في أرجاء القلب,.
وتصبح الفيلة كابوساً,.
بل ناراً حارقة.
تلتهم كل لحظات الصفاء التي كان الزمان يجود بها ولو لماما,.
المهم انها وعلى قلتها كانت ترطب الاجواء,.
وترخي الحبال المشدودة,, فتمنحها فرصة أخرى للبقاء,.
** في ذات اللحظة التي كانت نورة هذا المساء.
منتشية كالطاووس تتحدث عن المستأجرين الذين تكالبوا على مكاتب العقار لاستئجار فيلتها,.
وتمنعها عنهم للحصول على أجر أكثر ارتفاعاً,.
كان علي يقف أمام المرآة,.
يرتب مرزام غترته.
ويضع في راحتيه قطرات عطر راقٍ
يفرك يديه ببعضهما,.
حتى كادتا تحترقان,.
ثم يمسح على وجهه بيديه الساخنتين,.
ويخرج باتجاه امرأة تنتظره,, ترفل باثوابها البيض,, وترمقه في غفلة من (المحتفلين) ونورة مازالت تتلو اسماء الراغبين باستئجار فيلتها التي تتطارد فيها الخيل,.
دون أن تعلم أنها الساكنة الوحيدة لها,.
ستطارد فيها الذكريات,.
وستلعق صمت الجدران,,!!
إهداء الى كل من تظن أن الجدران قادرة على منحها السعادة!!!.
|