| مقـالات
يحتل القطاع الصحي في المملكة مكانة متقدمة في سلم الاولويات التي توليها الحكومة جل اهتمامها وعنايتها، انطلاقا من كون الخدمات الصحية موجهة أساساً إلى الإنسان الذي هو هدف التنمية وعماد تطور البلاد وصانع نهضتها وتقدمها، وانطلاقا من أن أي تنمية بشرية لابد وأن تعتمد على مجموعة من الأسس، يأتي في مقدمتها الرعاية الصحية.
ومن هنا فإن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بانشاء كلية للتمريض تابعة للحرس الوطني تستوعب الفا وخمسمائة طالب لهو أمر يبشر بالخير,, إذ أن وجود اكثر من جهة تقوم بمسؤولية اعداد الكوادر الطبية المؤهلة التي تحتاجها المملكة سيساهم في حل مشكلة افتقار مؤسسات الخدمات الطبية، من مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية، للأيدي الوطنية الفنية المدربة، والتي لديها الرغبة للعمل في هذا الميدان إلا ان محدودية القبول في المعاهد والكليات الصحية تحول دون تحقيق رغبات الكثير من ابناء الوطن.
إننا ندرك تماما صعوبة ايجاد اماكن لكل من يرغب في الالتحاق بمهنة الطب بالذات مهما كان معدله في الثانوية العامة، لما تتطلبه دراسة الطب من امكانات، مادية وبشرية تحتم ان يكون عدد المقبولين في هذه الكليات متناسبا مع ما تستطيع الكلية توفيره لهم من معامل ومختبرات وأساتذة، إلا ان وضع الفتاة في بلادنا وصعوبة انتقالها للدراسة في الخارج، إضافة إلى ان المهن الصحية بكافة اشكالها سواء الطب او التمريض او الصيدلة تتفق وطبيعة عمل المرأة في بلادنا التي تتطلب ان يكون عملها في محيط لا يتطلب اختلاطا بالرجال وهو ما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا, كما انه في الوقت نفسه مجال ستظل الحاجة لمن يشغل وظائفه من المواطنين قائمة لعشرات من السنين، لذا فالأمل في كليات الطب على وجه الخصوص بأن تفسح مجال القبول فيها لأكبر عدد يمكن استيعابه من الفتيات خصوصا من الحاصلات على معدلات عالية في الثانوية العامة حتى لو ادى ذلك إلى زيادة العبء التدريسي على الاساتذة، وتشغيل المعامل والمختبرات لفترة أطول.
مرة أخرى نؤكد على ان توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، بإنشاء كلية للتمريض تابعة للحرس الوطني هو حل عملي لمشكلة يعاني منها قطاع الخدمات الصحية في المملكة، كما انه يفتح باب التفكير العلمي والعملي امام المعاهد والكليات والمؤسسات الحكومية المتخصصة في الخدمات الطبية والصحية، لايجاد حلول سريعة وواقعية لمشكلة نقص الكفاءات والكوادر الفنية الصحية المؤهلة التي تحتاجها البلاد,,, والله الموفق.
* خبير بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
|
|
|
|
|