| مدارات شعبية
ليس بالضرورة أن يكون الشاعر شلَّالاً,, دائم التدفق كريم العطاء!!
وليس بالضرورة أن يكون خيَّالاً بارعاً في مضمار الأغراض الشعرية الرحب!!
أو يسيِّر قوافل عديدة من القوافي على جادة الشعر الطويلة,, الطويلة جداً,.
فالشاعرية أحبه الحرف شرف عظيم يناله المتفردون المبدعون ولو بقصيدة واحدة!! أجل بقصيدة واحدة لا أكثر!
وأدبنا العربي الأصيل خير شاهد، فهناك شعراء مشهورون كتبت أسماؤهم بمداد من ذهب في واجهة ديوان العرب على الرغم من كونهم لم يعرفوا إلا بقصائد يتيمة وربما ابيات متناثرة في هذا الكتاب أو ذاك!
إذ كانوا مازالوا في مقدمة الشعراء,, وكانت ولا تزال قصائدهم قمة ورائعة في ميزان الجودة والجمال!
ويخطئ البعض ممن استهلوا سلَّم الشعر حينما يظنون أن ثرثرتهم الشعرية ستكون جواز سفر مفتوحاً يدخلون به قلوب المتذوقين معززين مكرمين,, ويخطئون أيضاً عندما يكابرون ويختالون اختيال الطواويس وإن كانت هذه الطيور تملك ما يحقق لها أن تزهو به بينما هم غير ذلك!!
وربما اشهر الواحد من هؤلاء الأدعياء لسانه وقلمه بأسوأ العبارات مستعرضاً مانشر له من نظم باهت لا حياة فيه بمجرد أن يقال له بصدق:
إن كوكبك ياهذا يدور خارج المدارات الشعرية!!
ومما يؤسف له أن هذه الفئة تجد بين من يتولون مسؤولية إجازة وعرض الأعمال الأدبية في مختلف القنوات الإعلامية أناساً اسمرأوا تلويث حديقة الأدب بهذه الخربشات التي لا طعم لها ولا لون مقتفين بدور من ينفخ الأنابيب البلاستيكية بفقاعات الصابون!!
غير أن شاعرية القصيدة الواحدة لا تعني أبداً فتح باب القلعة الإبداعية على مصراعيه لأنصاف الشعراء وأرباعهم بمجرد قدرتهم على كتابة بضعة أبيات عليلة فالقصيدة الجملية الرائعة التي تستأهل القمة لها شروطها ومواصفاتها التي يعرفها الراسخون في علم الشعر!!
ولست هنا أدعو إلى إغلاق الابواب الإعلامية إلا أمام القصائد الخالية من العيوب فظروف النشر والأجواء الإنتاجية المحيطة بنا تفرض على الجميع التجاوز أحياناً ولكن بشرط أن تكون هذه الأعمال متمتعة على الأقل بأساسيات الشعر وأن يدرك أصحابها مستواها الحقيقي!!
لوحة عربية:
إذا ماغلا شيء عليّ تركته فيكون أرخص مايكون إذا غلا |
لوحة شعبية:
كان الثريَّا في مدى كف يمناك قلبي لك أبعد,, ماتطوله بياديك |
|
|
|
|
|