إذا كنا سنهنئ نادي الشباب على فوز فريقه لكرة القدم ببطولة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله لأندية النخبة العربية السادسة والتي اختتمت فعالياتها في عمان الأردنية الشقيقة مساء أمس الأول,, فإن التهنئة لا تنبع من كونه (أي الشباب) فاز ببطولة تضاف إلى سجله البطولي ورفع رصيده في هذا السجل ,, لكننا نهنىء الشباب من ناحيتين:
الأولى:
تفوقه الواضح على الفرق المشاركة بما يؤكد جدارته وأحقيته بهذا اللقب,, بدليل الرصيد النقطي إذ جمع الشباب 7 نقاط بفارق ثلاث عن أقرب منافسيه تاركاً لهم الصراع على المراكز الأخرى,, ناهيك عن محافظته على مرماه نظيفا وخالياً من الأهداف، وهذا له دلالة واضحة في التفوق.
الثانية:
تسجيله لانتصار جديد للكرة السعودية يضاف إلى سجلها في المحافل الدولية بما يؤكد تفوقها,, وقيادتها للكرة العربية.
ناهيك ايضا عن أن الشباب بهذه البطولة يؤكد جدارته ,, وهو يفوز بها للمرة الثانية، ويتشرف بأن هذا الانتصار جاء متوجاً باسم غال على الجميع وهو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزير يرحمه الله.
هذه الجدارة ,, وهذا الاستحقاق الشبابي يجب ألاّ يؤثر عليه تواضع بعض المستويات في البطولة.
فالاتحاد القطري والجيش السوري ,, وصلا لهذه البطولة عن جدارة ووفق اللوائح المنظمة لها ,, باعتبارهما طرفي نهائي كأس الأندية العربية أبطال الكأوس.
هذه ناحية,.
والأخرى,.
إن التفوق الشبابي الميداني ,, إذا ما أردنا أن ننظر إليه ,, فإنه يتمثل في:
تفوق الشباب على فريق الجيش السوري الذي سبق له الفوز على الشباب في بطولة النخبة السابقة في دمشق وهو الذي نافس الشباب على بطولة الأندية العربية أبطال الدوري (المؤهلة لهذه البطولة) التي اقيمت في القاهرة وكسبها الشباب.
وهو (أي الجيش) تأهل لنهائي كأس الكؤوس العربية المؤهلة لهذه البطولة (في الكويت) وخسرها أمام الاتحاد القطري.
وأعلن الشباب تفوقه المبكر من خلال مباراة الافتتاح أمام الفيصلي الأردني (المستضيف) وبفارق واضح في المستوى والنتيجة.
أما مباراة الاتحاد القطري (الأخيرة) والتي واجه الشباب صعوبة واضحة في الخروج منها، فقد كان تفوقه في قدرته على تطبيق (فن الممكن) والخروج من المباراة بما أراد,, وفرض إرادته هذه عليه ,, وقدرته في المحافظة على النتيجة التي أهلته للبطولة,, رغم صعوبة الحدث ,, وهذا موقف بطولي يحسب لصالح الشباب.
يضاف إلى هذا كله,, أن التأهل الشبابي لهذه البطولة كان في الأساس عبر طريق صعب,, وعن جدارة عندما فاز ببطولة الأندية العربية الأخيرة في القاهرة على الجيش السوري,, (كما أشرت)، وكان قد أخرج الأهلي المصري منها قبل تأهله لملاقاة الجيش.
لقد جاء الفوز الثاني ليؤكد سيادة الكرة السعودية عربياً,, ووفاء لرجل صنع هذا المجد لهذه الكرة,, وتشرفت البطولة بحمل اسمه,.
وجاءت لتؤكد انفراد الشباب بالتفوق بين عرب آسيا في هذه البطولة إذ انه الفريق العربي الوحيد من آسيا,, الذي فاز بكأس النخبة العربية في دوراتها الست ,, عندما كسب الدورة الأولى عام 1995م ,, وعاد ليؤكد هذه الجدارة وهذا التفرد مرة أخرى عام 2000م ,, وبشباب 2000م,!
فعلاً,, إنهم قدوة
خبر نشرته الصحف الصادرة صباح أمس أرجو ألاّ يمر مرور الكرام,, وهو امتداد لأخبار مشابهة صدرت على فترات متفاوتة.
الخبر يتعلق بحادث تعرض له لاعب الرياض ياسر الطائفي عندما اصطدمت سيارته بعمود إنارة في طريق الملك فهد (داخل المدينة) راح ضحيته أحد أصدقائه يرحمه الله، وتعرض هو لإصابات بليغة,.
هذا الحادث سبقه قبل فترة بسيطة حادث آخر لاثنين من لاعبي الهلال هما : أحمد الدوخي وحسين المسعري.
وإذا ما استعرضنا هذه السلسلة نجد أن لاعب منتخب الناشئين والنادي الأهلي خالد الرويحي وحارس مرمى النصر سلطان مرزوق رحمهما الله ,, قد ذهبا ضحية حوادث مرورية.
وغيرهم كثير ممن لا تحضرني أسماؤهم,, من لاعبينا أتذكر تعرضهم لحوادث مرورية مرعبة نجوا منها بفضل الله.
وإذا تمعنا السبب في ذلك ,, ورأينا صور الحادث لوجدنا أن مرد ذلك السرعة,,!!
نعم ,,هناك قضاء وقدر ,, ونحن نؤمن بقضائه وقدره سبحانه ,, وان (ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك).
لكننا نؤمن أيضا ب ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة .
وإذا راجعنا احصائيات الحوادث,, والمستشفيات وغيرها نجد ان كثيرا منها تقع بين أوساط الشباب الذي يمر بمرحلة سنية هامة وخطيرة من عمره,,ربما لا يدرك من خلالها أبعاد بعض تصرفاته,, والنتائج المترتبة عليها، مما جعل كثيرا من هؤلاء ,,يصبح أسير الإعاقة,, نتيجة ذلك.
ربما يقول قائل:
ولماذا تخص هؤلاء اللاعبين بالذكر؟!
ألا يمثلون شريحة من هؤلاء الشباب؟!
نعم هذا صحيح,, ولهذا أخصهم أكثر من غيرهم , ذلك أن هذه الشريحة هي محط الأنظار، وهي شريحة يفترض فيها أن تكون قدوة خصوصاً,, وأن كثيراً من صغار السن يتطلعون لهم كمضرب مثل في التصرفات.
إن أمثال هؤلاء ,, بحاجة إلى التوعية أكثر من غيرهم بخطورة مثل هذه التجاوزات ليس على أنفسهم فقط,, ولكن لامتداد أثرها على المجتمع بصورة عامة,, إذ ان المسؤولية عليهم كبيرة في أن يكونوا قدوة لغيرهم ,, ليس في مجال القيادة فحسب، وانما في مختلف مجالات الحياة.
أقول هذا,.
ونحن نستعد بعد أسابيع لإطلاق حملة إعلامية شاملة للتوعية الأمنية والمرورية يقودها الأمن العام,,وتشارك فيها جميع الجهات الحكومية ,, وغير الحكومية والمحافظة على الأرواح والمكتسبات هي جزء من هذه الحملة,, وتمثل الأندية الرياضية ميداناً خصباً لتنفيذ مثل هذه الحملة,, وتحقيق أهدافها، وأعتقد أن تلك الأخطاء والحوادث هي أمثلة حية يفترض أن توضع في الاعتبار لتنفيذ الحملة وتحقيق بعض أهدافها.
إنني في الوقت الذي أدعو فيه بالرحمة لمن قضي فيهم أمر الله,, وأحمده على سلامة الآخرين,, فإنني أرجو من شبابنا عموماً ,, والمنتمين للأندية خصوصاً مراعاة حق الله سبحانه وتعالى ,, في أنفسهم ,, وفي مجتمعهم وفيمن يتمثلون بهم ,, ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة , والله من وراء القصد.
|