| عزيزتـي الجزيرة
انتقلت الى رحمة الله مساء يوم الجمعة الماضية 19/4/1421ه العمة فاطمة بنت ابراهيم الغفيلي والدة كل من الشيخ/ علي العواجي ومعالي الدكتور/ ابراهيم العواجي وكيل وزارة الداخلية سابقا وقد عرف عنها رحمها الله حبها الشديد لاعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين ولكن ما انا بصدد الحديث عنه هو العزاء ولا اقصد به حضور الاهل والاصدقاء لتقديم العزاء والمواساة ولكن قصدت انزال العزاء من الله عز وجل على ذوي الميت ولكي اوضح للقارىء الكريم ما اقصده, اذكر انه وعن سماعي لخبر وفاتها رحمها الله فكرت مباشرة بمعالي الدكتور ابراهيم الذي كان حسب علمي وحتى قبل وفاتها بثلاثة ايام خارج المملكة وليقيني ان تأخره عن حضور دفنها والصلاة عليها سوف يؤلمه كثيرا او على الاقل سوف يتأثر كثيرا لعدم تمكنه من رؤيتها قبل وفاتها فكنت افكر بذلك طوال الوقت حتى شاهدته في المقبرة فصار فرحي برؤيته وتمكنه من مشاهدتها والصلاة عليها يعادل ان لم يفق حزني على وفاتها وفراقها حيث ان الموت حق وهو سنة الله في خلقه بل هو رحمة لها باذن الله ولكن عدم التمكن من حضور مثل هذا الموقف يؤلم الواحد منا كثيرا خاصة اذا كان المتوفي احد الوالدين، فحمدت الله كثيرا على تمكنه من الحضور واستبشرت خيرا لان كل ذلك دليل خير باذن الله فسألت متى وصل معاليه من خارج المملكة فاخبرت انه وصل قبل وفاتها بليلة وانه قطع اجازته فقط للاطمئنان عليها فتعجبت كثيرا وقلت مخاطبا من كنت اتحدث معه اي بر هذا ولما حضر في هذا الوقت بالذات وكيف صادف حضوره وفاتها سبحان الله، وهنا السر حيث عرف عن معاليه بره الشديد بوالدته والذي ولله الحمد لم ار نظيرا له في حياتي حيث كان معالي الدكتور لا ينقطع عن زيارة والدته ابدا حتى حين كان وكيلا لوزارة الداخلية رغم مشاغله الكثيرة بل كان يزورها بعد عصر كل يوم ويستقبل الاصدقاء والاقارب والمحبين ويقضي حاجات المحتاجين منهم في بيتها وفاء وبرا بها ولذا فقد انزل الله العزاء عليه قبل وفاتها بتمكنه من الحضور للمملكة ومشاهدتها قبل انتقالها لمثواها الاخير وهذا والله هو العزاء الحقيقي, فالله أسأل ان يرحمها ويسكنها فسيح جناته وان يجزي ذويها كل خير نظير ما قدموه من بر ووفاء لها وان يلهمهم الصبر والسلوان انه سميع مجيب الدعاء.
فهد بن عبدالعزيز الغفيلي الرياض
|
|
|
|
|