| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
طموح الفرد والمجتمع لا حدود له خصوصا إذا وفرت له كافة الامكانات التي تعينه على تحقيق أهدافه والوصول لغاياته، والمجتمع الواعي المدرك هو ذلك المجموعة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين وطلبة العلم الذين يساهمون في بناء وتنمية مجتمعهم في كل المجالات, وبلادنا المباركة تزخر بكم هائل من العلماء والأدباء ورجال الثقافة والتعليم الذين تلقوا تعليمهم في احضان الجامعات والمعاهد العلمية المنتشرة في أنحاء شتى من بلادنا فحققوا إنجازا فريدا في تنمية الفكر وتوعية المجتمع واستفادوا من الخطط والبرامج الموضوعة للارتقاء بالمسيرة التعليمية والعلمية التي تشهدها مملكتنا يواكب هذه الخطط والبرامج نهضة إعلامية ومكتبية بكل الوسائل المتاحة واهتمام من القادة والمسؤولين عن التعليم ورجاله حتى امتلأت الساحة العلمية بالبحوث والدراسات الإسلامية الأكاديمية وتم طرح رؤى تطويرية بأساليب جديدة لكافة المؤسسات التعليمية والأدبية رافق ذلك تنسيق لجهود مجموعة الممارسين للعمل التربوي والعلمي ورسم الآليات ودراسة المناهج التي تهدف الى تطوير العلم وبناء الأمة على أسس علمية سليمة وانطلاقا من هذا التقويم وهذه المعطيات التي تتمتع بها الصروح التعليمية في بلادنا ساهمت المؤسسات التعليمية باختصار المسافات والوقوف على آخر المستجدات فخطت خطوات سريعة نحو بناء المجتمع وتنمية مهارته بأسلوب علمي مميز وأحدثت نقلة حضارية هائلة في حركة التعليم والبحوث والدراسات تمخض عن ذلك اختيار عاصمتنا الحبيبة الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام (2000) واصبحت تعيش بلادنا نهضة علمية شاملة بكل المجالات وعلى مختلف الأصعدة وهذا بفضل الله اولا ثم بفضل الدعم والمساندة التي يوليها رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود للعلم والعلماء حتى أتت هديته الغالية لمنطقة القصيم بافتتاح كلية الطب دليلاً صادقاً على ما يلقاه أبناؤه الطلبة من اهتمام وعناية بكل ما يخدم وينمي المواهب وينهض بالمجتمع فهو (حفظه الله) دائما يولي ذلك اهتمامه ورعايته ومتابعته, ولا شك ان تحقيق هذا الحلم لأبناء المنطقة يقف وراءه رجال مخلصون ضحوا بأوقاتهم وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل ذلك على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي أولى وتابع والتقى بالمسؤولين عن التعليم العالي وجامعة الملك سعود حتى تحقق هذا الحلم وقطفنا ثمره جديدة من ثمار الخير للمنطقة, كما ألح حفظه الله على ان تبدأ الدراسة في هذه الكلية في هذا العام الذي صدر الأمر بافتتاحها به وقدم للجامعة كل التسهيلات في سبيل ذلك ولعله من النادر جدا ان يتحقق مثل ذلك بهذه السرعة ولا شك ان هذه الجهود التي بذلها سموه الكريم في سبيل تحقيق الراحة واكتمال الخدمة وبناء المجتمع نابعة من إحساسه (يحفظه الله) بالمسؤولية الملقاة على عاتقه نحو هذه المنطقة وأهلها ومع ما تحقق من خلال الواقع الملموس تظل الحاجة قائمة ودائمة لأن العلم ووسائله لا يستغنى عنها الإنسان بحال لأنه مازالت هناك مساحة طويلة في ظل ازدهار العلوم والمعارف وتوافر الإمكانات واهتمام القادة والولاة حفظهم الله ونفع بالجهود وسدد الخطى ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
د, علي بن محمد العجلان المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم
|
|
|
|
|