** في المساجد,, نعرف أن إمام هذا المسجد ملتزم ودقيق ومهتم بشؤون المسجد,, وقد وضعه في أول اهتماماته الشخصية,.
** ونعرف أيضاً,, أن إمام ذلك المسجد لا يعنيه المسجد إلا أنه يجيء بسرعة البرق ويقول للمؤذن أقم ثم يتململ بعد الصلاة قليلاً ثم يسرع للباب,, ولا يريد أن يحادثه أحد أو يناقشه أحد حول المسجد وشؤونه وشجونه.
** فالإمام الأول,, له علاقة وثيقة بجماعة المسجد,, ويسمع منهم ويحاورهم ويأخذ آراءهم ويعمل بالصالح منها,, ويسمع الاقتراحات وهو على صلة وثيقة بهم,.
** وهو أيضاً,, يتفقد شؤون المسجد ويتابع أحواله,, تنظيماً ونظافة وترتيباً وأوضاعاً,.
** وهو أيضاً,, يرتِّب الاقامة للصلاة بشكل دقيق ويهتم بالصلاة والقراءة وترتيب الركوع والسجود وترتيب أركان الصلاة,, وهو أيضاً,, يندر أن يخطئ في الصلاة أو يخطئ في القراءة,, ويندر أيضاً,, أن يختلف مع أحد,, فضلاً عن أن يتعارك أو يتمشكل مع أحد,.
** وهو أيضاً,, يسخِّر وقته وجهده للمسجد,, فهو يحضر أول الناس,, ويحضر للمسجد في غير وقت الصلاة ليتابع ويراقب ويجدد وينظم وينظف ويرعى شؤون المسجد,, وهو يعرف كل شيء عن المسجد,, ولا يخفى عليه أي شيء داخل المسجد,, وهو يتعاهد جماعة المسجد بالرأي والنصيحة والزيارة والتواصل,.
** وهو يقرأ عليهم بعد العصر أو العشاء أو كليهما ما تيسر من العلم الشرعي النافع,.
** وهو ينظم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم ويتابعها ويرعاها بدقة متناهية,, وتأخذ من اهتمامه الشيء الكثير,, ويتعامل مع الطلاب كما لو أنهم أبناؤه,.
** وهو يسأل عن جماعة المسجد فيما لو غاب أحدهم,, ويزوره لو مرض ويساعده لو احتاج,.
** وهو يعمل الكثير والكثير,, وهؤلاء ولله الحمد هم الصنف الأكثر,.
** أما الصنف الآخر,, فيعنيه إذا حضر أن يؤدي الصلاة بسرعة ولا يحاول اشغال نفسه أو ذهنه أو وقته بأي شيء يتعلق بالمسجد,, ولذلك,, تجد مسجد مثل هذا الإنسان معفوس ,, أتربة,, وغبار,, وفرش متدحرجة,, وفوضى في وضع طاولات المصاحف,, وليس هناك أي علاقة أو رابطة بينه وبين الجماعة,, فهو مشغول مشغول,.
** هذا الصنف,, وإن كانوا الندرة بفضل الله, إلا أنهم موجودون مع الأسف,.
** ووزارة الأوقاف,, لم تقصر,, ولم تبخل,, ولم تغفل,, ولكن ماذا تعمل في مثل هؤلاء؟
** نحن لا نلوم الوزارة,, ولكن نلوم هؤلاء.
نتمنى,, لو أنهم يراجعون أنفسهم أو يتركون المسجد لمن هو أكثر تفرغاً منهم في هذا العمل العظيم الخطير,, الذي يحتاج إلى إنسان ليس هناك ما يشغله عن المسجد والعناية به.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|