| القرية الالكترونية
* سان فرانسيسكو د,ب,أ
في هذا الوقت من العام الماضي كان كل من تساوره الشكوك بشأن المعجزة الاقتصادية التي تمثلها الانترنت ينظر اليه باعتباره متأخرا لا امل في تقبله للتكنولوجيا الجديدة، أو من أصحاب الآراء المالية الرجعية أو على أقل الفروض شخصا يضايقه ان فاته قطار النجاح الاقتصادي الذي هو الأعجب من نوعه في التاريخ الحديث.
أما اليوم فينظر الى هؤلاء باعتبارهم من أهل الخبرة فيما يتعلق بالنبوءات الاقتصادية فالآن لا يكاد يمر يوم دون ان ترد أخبار محفوفة بالاثارة حول شركة انترنت جديدة تسرح موظفيها او تعلن افلاسها أو تتعرض لاستحواذ من جانب شركة أخرى لبضعة سنتات مقابل الدولار الكامل من سعرها.
وفي حين كان الكثير من تلك الشركات المتداعية مجرد شركات صغيرة لم ينظر اليها مطلقا باعتبارها تتمتع بحالة اقتصادية سليمة، فان ثمة شركات أخرى لم تحقق سوى الخسائر على مدى العام الماضي رغم كونها من أبرز شركات الانترنت التي توقع لها الجميع نجاحا باهرا.
فكل من مواقع الانترنت المسماة بدكتور كوب، وهو موقع طبي، وموقعا ريل, كوم للفيديو وسي,دي ناو, كوم للموسيقى كانت تعد نجوما في فضاء الانترنت قبل أشهر معدودة اما الآن فتتجه كلها، ان لم تكن وصلت بالفعل، الى سلة المهملات التي أضحت مستقرها الاخير بدلا من قمة سلم المجد غير أن مسلسل الفشل هذا لم يكن كافيا لتمهيد ساحة عالم التجارة الالكترونية الى آخر الضحايا في صناعة الانترنت فأمازون , كوم ذاتها عملاقة البيع بالتجزئة عبر الانترنت التي اختير مؤسسها ومديرها رجل العام في مجلة تايم قبل أشهر معدودة، تحتل الآن موقعا على قائمة شركات الانترنت المتداعية.
وحذر محللون كانوا منذ فترة وجيزة من أبرز مؤيديها من أن شركة أمازون غارقة في المتاعب حتى أذنيها وان الامر يستلزم ما يشبه السحر حتى يتسنى لها الهروب من مصير مظلم يتمثل في نفاد السيولة، وهو ما يتوقعون حدوثه بحلول نهاية العام الحالي.
وكان من شان مسلسل الكوارث الذي ألم بشركات الانترنت ان أضفى شعورا بالتشاؤم على مصير آلاف العاملين في سيليكون فالى، مركز شركات الانترنت في الولايات المتحدة والعالم بعد ان ظنوا في وقت سابق أنهم وجدوا مكانا فهم على قطار الانترنت السريع قبل ان ينطلق بثقة لأرض الثراء، الموعودة.
لكن معاناة الانترنت والعاملين بها والقائمين عليها كان لها تأثير آخر, فقد انطلقت عدة مواقع على الانترنت متخصصة في تقديم الدعم والتعاطف الذي يحتاج اليه العاملون في مجال الانترنت ممن تبددت احلامهم كما تتيح لهم تلك المواقع التنفيس عما يعتمل في نفوسهم من خلال السخرية من لب هذا الحلم الذي أطلق عليه حلم الدوت, كوم.
ومن أبرز تلك المواقع ذلك الذي أسسه رجل يعرف في الانترنت باسم بود وان كان اسمه الحقيقي هو فيليب كابلان 24 عاما أظهر كابلان مستشار الانترنت في نيويورك، قدرته على عدم السقوط في براثن حلم الانترنت هذا عندما أنشأ موقعا باسم ليس لائق تماما بالانجليزية وهو ف,,,,,,, كومباني ، يمكن لزائريه الاعراب عن آرائهم فيما يخص الطريق الذي سيسلكه اقتصاد الانترنت.
اختار كابلان لموقعه اسما قد يكون بذيئا الا انه على نفس الوزن الذي يحمله اسم مجلة الانترنت الشهيرة فاست كومباني ومنذ ذلك الحين، انطلق موقع كابلان بسرعة كبيرة ليصبح من أسرع مواقع الانترنت نموا.
ويعتمد معظم النجاح الذي حققه كابلان على لعبة كان يلعبها في وقت سابق مع أصدقائه من مدمني السخرية من وهم الانترنت ويصف ما يفعله زوار الموقع بقوله بعد ان تسجل اسمك تختار خمسة شركات تعاني من مشكلات, وتحرز نقاطا في اللعبة عندما تقوم تلك الشركات بتسريح موظفيها أو عندما تنخفض قيمة أسهمها أو تعلن افلاسها .
وفي مقابلة أجريت معه مؤخرا قال كابلان يزور موقعنا أكثر من مليون شخص يوميا رغم اننا لم نبدأ العمل الا قبل بضعة أسابيع .
ويمتلىء الموقع بالثرثرة والاخبار حول الشركات التي تصادفها المشكلات مما يجذب العاملين في تلك الشركات والاشخاص الذين يعتزمون اقتحام سوق الانترنت، بل ومنتهزي الفرص ممن يودون التعرف على الشركات التي يمكن اقتناص موظفيها للعمل في جهات أخرى.
ونظرا لكون المشتركين في الموقع يأتون من كافة أرجاء صناعة الانترنت، فان التكهنات التي يتم الوصول اليها كثيرا ما تكون أدق بل وأسبق من تلك التي يعلن عنها محللو الصناعة البارزون فقبل أيام من اصدار الخبراء لتحذيراتهم بشأن شركة أمازون، كانت تحتل بالفعل المرتبة الخامسة على قائمة أكثر عشر شركات توقع لهم موقع كابلان الانهيار في القريب العاجل.
|
|
|
|
|