| الثقافية
(1)
كان رجل يختلف عن بقية الرجال في عينيه أجمل صورة وأبدعها فيها لحظات موجهة لذوي الرأي له أدب عميق ونوادر وظرائف وفي قلبه إيمان صادق وفي مخيلته ترتعد الأفكار فتحلق في سماء الابداع,,؟!
كان يعيش في حقول البنفسج عاشقا عبق الأزهار ممتطيا صهوة الأفكار,,؟!!
ولكن جعبته فارغة من نقود الذهب كغيره من الذين يعيشون في محيط الجوع.
أما قطار الحلم فكان ينظر اليه نظرة من الحسرات فتزيده قهرا على قهر,.
ولا عجب ان كشفت عالما أدخله بنفس حازمة بصيرة وليست قاسية عنيدة حتى سنحت الفرصة لألتقي مع هذا الشاعر الذي يزف كل ليلة القلم على زوجته الوفية ليخلق كرنفالا من الحب ورواية من الشمس والهواء.
هذا الفائز ببريق العيون الخلابة والقلوب الصابة كقلوب الأتقياء وما عذابه وقهره وذله الا لأنه رجل يرتدي ثوب الصفاء ويحمل عقلا رافضا للعقول المزيفة التي لا أثر للفضيلة فيها,, مجنون بجنون مسألة تحتاج الى حل,, وتلج المسألة في طلب الحل وتشتعل خواطره وتشتغل وتتمدد وتجتهد حتى يجد مقدمة للمعادلة يقدمها بأصابعه المورقة بالدم الابيض ليقول: إن الحياة عندنا قاتمة على الخداع وهو كالنحل الذي يفسد العسل والحب يبطله عواطف مجردة لغرض واحد هو ما يقبع خلف الثياب السوداء,, واحلامنا عمليات حسابية لكسب الذهب واللؤلؤ المكنون.
وحل المسألة في النهاية قلوب مرصعة بالياقوت المزور وتمام الذل ان يجد الواحد منا يتخلى عن عقله، ولا يمكنه ان يبدأ الحياة منفردا بدون ناس لنتعلم من جديد فن الحب الحقيقي هذا ما دفعه هذا الرجل الفاضل المعطاء وفي ذهنه صور بديعة من الشعر وبعد ذلك ارتدى ثوبه القطيف وذهب ينطق بالحكمة على حصير المسجد.
عصام خليل الدابح الدمام
|
|
|
|
|