لملتقى القصة القصيرة في الطائف مواقف وأهداف يمكن لنا كمتأملين ان نقتفي حساسية توجهها وكنهها,,اذ في الملتقى ما يبهج وما يحزن,, الا أن المبهج في الأمر هو الأجدى بالوقوف والتأمل والمطالعة,, فأيام الطائف القصصية كانت في الأساس حجرا ألقي في ماء الأدب الراكد,, ثم ان هذا الماء ولحظة ان اضطرب جعل الناس المهتمين ينقسمون على أنفسهم قسمين، قسم يرى انها فرصة ان نصنع شيئا في ظل هذا الركود المريع لماء الثقافة، كما يمكن لنا في ظل هذه الانهيارات ان نبني قلعة جديدة نطل من خلالها على المنجز الحضاري,, وندعو اليها أهل القصة ونقادها فالمكان حتى وان كان صغيرا سيصبح حميميا لائقا,, بل ومتراميا,, الشيء المؤكد ان الملتقى في عقول هذا الفريق هو فرصة جميلة ومناسبة لأن يلتقي أهلها رغم المسافات والصعوبات,أما الفريق الثاني فانك تعجب لأمره ,, فهو يشاطرك أطراف مقولة تشير الى مراميه وفقده:لا يعجبه العجب,, و,, فهو يرفض ان يأتي، ويرفض ان يعتذر، ويرفض ان يشارك,, لكنه يقبل ان يلمع ذاته بالصور الاسبوعية واليومية الملونة التي تهيئه في زفة معتبرة للحضور ولا يحضر,, هذا بالفعل ما حصل قبل اسبوع من ملتقى القصة في الطائف.
كنت أحلف للشقحاء,, ولليوسف انهم لن يأتوا فالمجيء هنا,, في هذا الحفل الودود العفوي والجميل سيكلف البعض منهم الشيء الكثير فالوضوح والصدق قد يكشفهم، ويبين زيف أدبهم,, وهشاشة ثقافتهم,, لك الله يا أحمد القاضي عندما أشعت بيننا جوا جميل من الأدب، والوعي والتحلي بسمات العلماء,, فكان تصويرك لكتاب الصوت المنفرد,, مقالات في القصة القصيرة من تأليف د, فرانك أكونور والذي يحكي مسيرة الفن القصصي,, فكنت تريد به ان تكون القصة لدينا هي الأجمل والأروع.
* * *
كنت أتمنى ان يكون بيننا أحمد الدويحي شريف القصة، وجبير المليحان جنرالها,, وفهد العتيق,, أستاذها,, وآخرون كثر نشرف في حضورهم,, وتزداد القصة مهابة بهم,, فبين جبير وأحمد، وفهد تقع القصة وخبرتها لكننا لم نسعد بوجودكم,, فسألوا أهل الطائف ومكتبتها العامة عن سر هذا الاحجام عن دعوتكم، وأسألوهم ايضا عن سر هذا الركض اللاهث وراء من لا أمل في شفائهم من سقم الذاتية المفرطة, فصاحب السطور هذه لم يكن منظما، او مشاركا في هذا الملتقى وانما كان مدعوا في حفلة القصة القصيرة في الطائف لكنه أقحم كما قال الشقحاء على منبر تكريم الروائي ابراهيم الناصر الحميدان,, أقحم ليقول رأي في مسيرة هذه القامة الأدبية الفارعة وحسبه انه دون بعض الايماءات التي تبرز مكانة هذا المبدع وابداعه.
* * *
ابتهجنا في ملتقى القصة في الطائف ابتهاجا مضاعفا اذ اعلن قبل اسبوع فقط من انطلاقة فوز القاصين خالد احمد اليوسف، وفهد أحمد المصبح بجائزة أبها الثقافية لهذا العام فكانت جهود القاصين مميزة وجادة تستحق هذا التكريم والثناء جائزة ابها لا تعرف اقرباءنا، وأصدقاءنا,, وحدها هي التي عرفت انهما مجتهدين مخلصين للفن القصصي فالفوز بالجائزة لحظة ابداع كما يقول تشيكوف نقلتها من كتاب القاضي المصور الصوت المنفرد ولي وقفة اخرى مع الفائزين بجائزة ابها بشكل عام ومع الفائزين بجائزة القصة مناصفة,, ستكون الوقفة في القريب العاجل,, ومثلها مع كتاب أوكونور ان تهيأت الظروف.
عبدالحفيظ الشمري
|