أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th July,2000العدد:10162الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
متفرقات مرورية !
د, فارس الغزي
لا شك أن لدينا وكجزء من العالم النامي روتينا إداريا لا يخفى على من لديه معاملة قابعة في إحدى الدوائر الحكومية, ومع ذلك، فهناك استثناءات لتلك القاعدة كما هو متمثل ببعض الجهات الحكومية التي استطاعت الارتقاء بمستويات الأداء لديها وذلك من خلال (أتمتة) أنظمتها تكنولوجيا، جنبا إلى جنب مع رفع وعي وهمة منسوبيها للقيام بأعبائهم الوظيفية وكما ينبغي.
ومع ذلك فإن هناك (خلط) أولويات بين ما يجب التعامل معه بسرعة وكفاءة وما يتطلب التريث والتروي والتثبت, وفي مقدمة هذه الأشياء تأتي (رخصة القيادة) والتي تعتبر اجراءات حيازتها في مجتمعنا سهلة جداً قياساً على ما هو معمول به في الدول الأخرى، وخصوصا في الدول الغربية, لذا أرى أنه من الواجب التشديد في شروط منح رخصة القيادة، وخصوصاً للوافدين الجدد، وذلك لكي نكون على بينة من أن قائد المركبة يعي تماما ماذا تعني (القيادة الحقة).
الغريب أنه ورغم الروتين الإداري لدينا، فثمة مرونة بالغة في الحصول على (الجواز) ورخصة القيادة، تماما على العكس مما هو الوضع في الدول الأوروبية الغربية وأمريكا؛ حيث إنهم هناك ورغم أن الروتين الإداري يكاد أن يكون منعدما لديهم فإن اجراءات الحصول على جواز السفر أو رخصة القيادة تعتبر من أصعب الإجراءات في العالم, على سبيل المثال، من المعلوم أن الحصول على (جواز سفر) في أمريكا يستغرق ما يقارب من سنة كاملة وذلك لأسباب أمنية واضحة, في نفس الوقت، فإن ما يسري على (الجواز) يطبق كذلك على إجراءات الحصول على رخصة قيادة السيارة والتي تُعتبر كما يعرف من درس في أمريكا عملية شاقة تتطلب امتحانات تحريرية وميدانية فيما يخص اتقان القيادة، وحسن التصرف، وحقوق المشاة، والقدرة على التفاعل مع اللوحات الإرشادية,.
***
ذهلت في أعقاب قراءتي من خلال الصحف لنتائج دراسة مرورية مفادها أن الغالبية العظمى من قائدي السيارات لدينا قد تعلموا القيادة على أيدي ذويهم وأقربائهم, أما مصدر ذهولي فهو بالطبع التبعات السلبية الناجمة من استشراء ظاهرة مرورية كتلك، والتي من أقلها إغفالنا لحقيقة هامة جداً تتمثل في أن تعليم الحدث للقيادة يجب أن يكون (تعليما وتربية) ومشتقاتهما من رفع وعي، وتنوير، وأدبيات إعطاء الطريق حقها، وما إلى ذلك, أمر آخر يتمثل في أن تعلم الحدث للقيادة على يد أبيه أو أخيه يعني، ببساطة، استمرارية (توارث) الأخطاء المرورية جيلا إثر جيل، الأمر الذي يعني (بعد التحريف): من شابه أباه مروريا، فسوف يظلم شوارعيا ، أو فلنقل: إن استنساخ الأخطاء المرورية من خلال توارثها (جيليا) يدل بالفعل على سلامة قاعدة (سعيد أخو مبارك) بن حادث آل مرور!!
بالمناسبة، قيام من هو ليس بمؤهل (تدريبيا) على تعليم قيادة السيارة للغير ممنوع منعاً باتا في الولايات المتحدة الأمريكية بدليل ما حدث لأحد الزملاء عندما (ألقي القبض!) عليه بمواقف السيارات بالجامعة هناك بتهمة (تعليم القيادة) للغير بدون ترخيص، الأمر الذي من جرائه أن قام بدفع غرامة مالية جزلة في وقت (كان الجميع مطفرا!)، والأغرب من ذلك أن صديقه الذي (ورطه!) بتعليمه القيادة دفع غرامة مالية أيضا مما يعني حفظها في سجله المروري كسابقة حتى قبل أن يتعلم القيادة! مما أدى إلى رفع المبلغ المالي المطلوب للتأمين (الاجباري) على سيارته لاحقا، وكما أذكر!!
***
أخيراً دعونا نختتم تلك المتفرقات (الصيفية) بمقتطفات من حوار دار بين عدد من الزملاء بشأن (صمت!) المرور حيال ما يثار حوله صحفيا بين الحين والآخر, من جهتي وعندما سئلت عن مرئياتي تجاه ذلك، أوضحت أن في صمت المرور هذا (لإقرار) عقلاني حكيم, بل إنه صمت ناطق (بمنطق) يستشف منه الاستعداد والتصميم والإصرار إن شاء الله على إصلاح الوضع من خلال تبنِّي استراتيجيات (علمية) من شأنها إحداث توازن بين (جرعات) رفع الوعي من جهة، (وتجرعات) ألم العقوبة الشاملة من جهة أخرى, المهم وبغض النظر عن جدلية (ربما كان السكوت جوابا!)، فنحن ويعلم الله بأمس الحاجة لجواب مجلجل من شأنه (جلجلة!) طلاسم وألغاز (الموت بثمن بخس!) ,, يارب,.
*للتواصل : ص ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved