| مقـالات
يقول الصحفي المعروف جهاد الخازن في مقال ظريف كتبه من وحي تجاربه في الحياة إن الانسان في الخمسين الأولى من عمره قدرة ولا إمكانات وفي الخمسين الثانية إمكانات ولا قدرة وقد أغفل شرح معنى القدرة ربما لوضوحه في ذاكرة القارىء اللبيب,, وأقول أيضا ربما يغيب عن الفطنة أحياناً ان الانسان في القسم الثاني من عمره وخاصة بالنسبة للأغنياء فإن البعض منهم يعزف عامداً عن البذل والعطاء وغرس الأعمال المجيدة في المجتمع الذي يعيش فيه وكان عوناً وسبباً فيما وصل اليه من جاه وثروة,, ومن واقع الحياة وفصولها ودروسها وعبرها، أذكر انني منذ وقت قريب خاطبت أحد كبار الأثرياء لدينا من فئة ملياردير وكنت أعرفه شخصياً,, خاطبته عن موضوع بسيط جداً أتوسط عنده لأول مرة لأحد الشباب حديثي الزواج لا ليقوم بتوظيفه في مجموعته المحظوظة ولكن ليقوم بتخفيض ولو عشرة بالمائة من اجرة شقة متواضعة في إحدى العمائر المملوكة له في احدى المدن,, أتدرون ماذا كان موقفه وجوابه؟,, لقد استغل قدرته في الخطابة وألقى محاضرة طويلة مفادها وخلاصتها أن إيجار شققه كان بالأصل مناسباً ومدروساً,, وبالتالي كان الضحية الأولى لهذه المحاضرة التي خرجت منها صفر اليدين فاتورة تليفوني الجوال حيث كنت اخاطبه بواسطته,, تمنيت بعدها انني دفعت لهذا الشاب اضعاف هذه النسبة من جيبي الخاص ولم اسمع هذه التبريرات العجيبة التي لم تخطر على بال والتي كادت ان تصيب هذا الثري,, بضيق التنفس لولا قدرة الله ثم انتهاء مخزون شاحنة الجوال وانقطاع المحاضرة,, عرفت بعدها وبعد لحظة تأمل ان الغنى في الحياة هو غنى النفس وكم غني في ماله يظل فقير النفس والحال طول حياته محروما من ملذات الحياة واهمها غرس المعروف والسمعة الحسنة في وطنه وبين أبناء مجتمعه,, ولكن هل من معتبر,, ولله في خلقه شؤون,.
|
|
|
|
|