| ملحق الطائف
عرف الطائف منذ أن تربع جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على متن هذه البلاد المترامية الأطراف بأنه مصيفه يؤمه كل عام للإستجمام والراحة، ولقربه من المسجد الحرام والكعبة المشرفة، والنظر في شؤون الحرمين الشريفين عن قرب: المكي والمدني، وما يحتاجان إليه من صيانة وتوسعة، كما أن وجوده في الطائف يحقق الشيء الكثير للشطر الغربي والجنوبي من المملكة، ويوفر عناء السفر إلى مقر الحكم بالرياض لأصحاب الحاجات والمطالب، واحتياجات المدن والأرياف وذلك لندرة الاتصالات والمواصلات، ولوعورة الطرق والمسالك آنذاك.
وبعد تحسن الأوضاع ومد الطرق الطويلة أصبح الطائف قبلة المصطافين والمهتمين بالآثار يؤمونه من أرجاء البلاد، ومن مناطق الخليج وغيرها من الأقطار الأخرى، وذلك لطيب هوائه وجمال مناخه، ومناظره الجميلة، بل ورحابة مناكبه التي أمست ملاذاً ومنتجعاً لمن ينشد الهدوء وراحة البال، ولتوفر أنواع الخضار والفواكه المميزة من كروم، ورمان وبرشومي وسفرجل,,, الخ.
ومنذ سنوات مضت أخذت رقعة الحدائق والخضرة تتسع شيئاً فشيئاً حتى علت الروابي والآكام في عصرنا الحاضر، مع ما يشاهد من جمال الطبيعة في الجبال والمرتفعات، وسفوحها دائمة الخضرة.
وعوداً على ما تقوم به البلدية الآن ولجان التجميل والتنشيط السياحي من أعمال جبارة، وبتشجيع مالي سخي من ولاة الأمر، ومتابعة جادة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، والإشراف المباشر من معالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر من جعل المصطافين يتزاحمون مع أسرهم وأطفالهم في كل جانب من المنتزهات، وملاهي الأطفال، والمواقع الأثرية المتعددة والمهيأة ترفيهياً لصغارهم، واستجماماً وإمتاعاً لكبارهم.
جاءت إليها وفود الأرض قاطبة تسعى اشتياقاً إلى ما عمّر ألبان |
كما لا ننسى دور وزارة الشئون الإسلامية الفاعل المكثف بتبصير الناس بأمور دينهم وحسن التعامل مع الغير على نطاق أوسع، وحثهم على الاستقامة والابتعاد عن مواطن الريبة والرذيلة، ورفاق السوء متمثلين بمثل هذا البيت:
ولا تركن إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تعدي |
وبمتابعة رئيس اللجنة الشيخ فهد بن سعد الجهني، والشكر موصولٌ لوزارة المعارف ورعاية الشباب في احتضان خيرة الوطن شباب المستقبل، واستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع العميم، وتنمية لمهاراتهم، وتقوية لملكاتهم في شتى الأنشطة,, وإعداد نخبة طيبة منهم في المجال الكشفي ليساهموا سنوياً في خدمة وأمن الحجاج والمعتمرين، وما من شك أن التنافس في احتضان هواة السياحة والاصطياف في أي جانب من جوانب مملكتنا الحبيبة مما يفيد ويفرح، ويقلل من الأسفار خارج البلاد، ولقد حث الشاعر على التنقلات والسياحة بقوله:
سح في البلاد إن أردت تعلماً عن السياحة في البلاد تفيد |
ونحمد الله أن الأنشطة السياحية قد اتسعت دائرتها، وشملت أنحاء البلاد، والمجال الآن لا يتسع لبعض التفاصيل والتنويه بأعمال القائمين على تلك الأنشطة والأندية، والمراكز الصيفية كثيرة العدد، وأنا أستميح الجميع عذراً، واختتم هذه المشاركة المتواضعة بالشكر الجزيل والدعاء من قلبي بأن يحفظ ولاة أمور هذه البلاد المخلصين، وأن يديم نعمة الإسلام والأمن والرخاء في ظل حكومتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني مردداً هذا البيت:
فلا ارتنا الليالي منكم بدلاً ولا خلت منكم الأشعار والخطب |
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف
|
|
|
|
|