| محليــات
هواجس مضطربة بين التفاؤل والتشاؤم وآراء وتوقعات متناقضة حول فرص نجاح وفشل قمة كامب ديفيد ثارت مع عودة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون من قمة أوكيناوا وانضمامه اليوم الى القمة الثلاثية التي ينتظر الفلسطينيون والاسرائيليون استئنافها برعاية وادارة كلينتون من نفس المربعات المتقاطعة خلافياً حول القضية العقبة وهي قضية القدس وخصوصاً بعد رفض الفلسطينيين الاقتراح الأمريكي باقتسام السيادة فيها على أساس يقرب من إن لم يكن هو الاقتراح الاسرائيلي الذي يعرض على الفلسطينيين السيادة الجزئية على بعض أحياء القدس في إطار السيادة الاسرائيلية الكاملة عليها مع ممر آمن للفلسطينيين يعبرون به إلى المسجد الأقصى الذي سيكون عندئذٍ تحت سلطة اسرائيل ورحمة غلاة الصهيونية الذين لا رحمة في قلوبهم تجاه كل ما هو مقدس للمسلمين.
ان قبول باراك لاقتراح اقتسام السيادة على القدس العربية يفضح طبيعة المناورة التكتيكية التي اعتمدها للتفاوض بشأن المدينة المقدسة التي يعلم علم اليقين انه لا حق لليهود فيها وأنها فلسطينية مائة في المائة منذ أن أسسها أسلافهم اليبوسيون قبل نيف وثلاثة آلاف سنة مضت وقبل ان يحكمها النبي داود عليه السلام لمدة 20سنة فقط.
ثم عادت إلى أصحابها الفلسطينيين حتى تم اغتصابها بمؤامرة حرب فلسطين عام 1948م.
وهذه الحقيقة,, حقيقة فلسطينية القدس بشقيها الشرقي والغربي هي التي جعلت الأمم المتحدة تستثنيها من قرار التقسيم رقم 181 الصادر في نوفمبر عام 1947م باعتبارها مدينة فلسطينية موحدة وليست ضمن حصة اليهود من أرض فلسطين بعد التقسيم.
ولهذا السبب أيضاً لا توجد أي دولة في العالم حتى اليوم تعترف بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل عدا جمهورية كوستاريكا الأمريكية اللاتينية.
ولهذا لم تُقِم أي دولة من الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل سفارتها في القدس الغربية التي اتخذتها اسرائيل عاصمة لها حيث توجد جميع السفارات في تل أبيب رغم إلحاح جميع الحكومات الاسرائيلية منذ عام 1948م وحتى اليوم على الدول التي لها تمثيل دبلوماسي فيها لنقل سفاراتها الى القدس التي نصّت قرارات الأمم المتحدة على أنها مدينة ذات وضعية دولية خاصة، ولم تعترف الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن بها عاصمة لاسرائيل.
على أن كل هذه الحقائق عن القدس تخضع الآن لمنطق المتغيرات الاقليمية الشرق أوسطية التي أحدثها العدوان الاسرائيلي عام 1967م وأدى لاحتلال أراضٍ عربية من بينها الشطر الشرقي من القدس ثم قرار اسرائيل عام 1981م ضم القدس الشرقية الى الغربية لتكون عاصمة موحدة لها.
ولم يعترف العرب ولا الفلسطينيون بهذا الضم وهذا هو مصدر الموقف الفلسطيني الراهن في مفاوضات كامب ديفيد حيث لا يمكن للوفد الفلسطيني ان يتنازل أدنى تنازل عن القدس لاسرائيل لأنها هي العاصمة التاريخية والقانونية لدولة فلسطين المرتقبة - بحول الله -.
ويبدو أن المرونة الوحيدة التي يمكن للوفد الفلسطيني ان يظهرها بشأن القدس هي ما عبر عنه وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية زياد أبو زياد أمس بقوله: نحن لا نمانع في ان يكون الشطر الغربي من القدس الذي احتله اليهود عام 1948م عاصمة لاسرائيل اذا كانت القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية على ان تنسحب اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو 1967م,وأشار الوزير الفلسطيني الى ان هذا الذي يقوله هو مطلب اسلامي وعربي,وبالرغم من أن هذا الحل الفلسطيني اذا كان مطروحاً من الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد، يبدو تنازلاً قد لا يقبله البعض إلا أنه يمثل أكثر من نصف مسافة الطريق لحل قضية القدس الذي يمثل علامة من علامات نجاح القمة.
(الجزيرة)
|
|
|
|
|