** في السابق,,كان الناس في مناسبات الأفراح يقتصرون على عزومة بسيطة في المنزل,,ولو أرادوا تكبير المناسبة لمدّوا سلكا كهربائيا صغيرا الى أرض مجاورة,,ووضعوا بعضاللمبات البسيطة وقاموا برش الأرض بالماء وفرشوا عليها فراشا بسيطا أو شحنة رمل وأقاموا حفلة كبيرة عليها.
** وفي السنوات الأخيرة,,بدأت مشكلة اسمها,,قصور الأفراح,,وبدلا من ان تقام المناسبة على أرض أو مكان مجاني,,صار لا بد لك ان تدفع لقصر الأفراح عشرات الألوف لتقيم مناسبة لبعض الساعات .
** بل المشكلة ازدادت تفاقما عندما تفنن البعض في قصور الأفراح وفي مسمياتها,,وصارت الليلة ,, بل الساعات البسيطة التي لا تتجاوز ثلاث ساعات,, صارت بمئات الألوف وليست عشرات الألوف.
** وصار أمام أهل العروسين فاتورة ضخمة من الالتزامات الصعبة التي لا بد من سدادها.
لقد تسابقت بعض الصالات أو قصور الأفراح على المميزات,, ومن أبرز المميزات,,هي تحديد عدد ضيوفك بالعدد,,وعلى كل رأس,, أو كل حبّة مبلغ من المال؟!! .
** بل وضعوا امتيازات أخرى لمثل هذه العزائم,,ومع كل امتياز مبلغ من المال,,وصارت أرخص خرابة من هذه الخرائب,,ب25 الف ريال في ليلة واحدة,, بل في ساعات محددة.
** وتحوّل الفرح الى مشكلة,,وتحول الاحتفال وسعة الصدر الى ضائقة وخلافات وصعوبات مالية واستعدادات وحرب نفسية وارتباطات وحجوزات,,فهل نلوم الناس اليوم لو عادوا الى ما كانوا عليه سابقا واستعانوا بالأراضي البيضاء حولهم,, ومدوا سلكا كهربائيا صغيرا وأضاءوا الارض وأقاموا احتفالهم فيها؟.
** أما الحل الآخر,,فيكمن في تلك الاستراحات التي انتشرت انتشارا كبيرا وملأت كل مكان وإيجاراتها اليومية تتراوح ما بين ألف ريال وألف وخمسمائة ريال ويتوفر لها كل,,صالات,,وخدمات وأثاث جيد,,وكل المرافق والاحتياجات موجودة,,وتغنيك عن قصر أفراح بآلاف الريالات والعيد,,يجوز بليّا حنّا .
** إن قصور وصالات الأفراح تحتاج الى وقفة,,وتحتاج الى اعادة تنظيم,,وتحتاج الى لوائح تضبطها على غرار ضبط الاستراحات والشقق المفروشة،بدلا من تركها هكذا بدون أدنى ضوابط,,إذ بوسع صاحب الصالة أو القصر اليوم,,أن يعمل ما يريد,,وأن يضع الرقم الذي يريد,,وأن يضع الشروط وفق ما يراه,,دون أن يقول له أحد,,إن هذا التصرف خاطئ,,أو جائر أو فيه تعدٍّ أو ظلم للآخرين.
** نتمنى التفاتة سريعة لهذه القصور والصالات,,فهي لا تقدم خدمات ضرورية,,وليست من مستلزمات وضروريات الحياة,,بل هي كماليات,,بل رفاهية يمكن الاستغناء عنها.
|