| الاولــى
*
* كامب ديفيد أ,ش,أ
اعلن وزيران اسرائيليان ان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت إبراهم ديشتر اشار امس الأحد إلى وجود تهديدات من متطرفين يمينيين اسرائيليين بشن اعتداءات على رئيس الوزراء ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال وزير الخارجية ديفيد ليفي للصحافيين ان رئيس شين بيت اشار فعلاً إلى أقوال في هذا الصدد مؤكداً ان ديشتر ذكر في تقرير رفعه إلى الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الاسبوعي ان تهديدات صدرت بالاعتداء على باراك وعرفات لدى عودتهما من كامب ديفيد.
إلا أن ليفي الذي يقوم باعمال رئيس الوزراء بالوكالة في غياب باراك، حاول التقليل من شأن هذه المخاطر قائلاً: ان الشين بيت مدرب على أفضل وجه على متابعة هذه الأمور على كثب وعلى كل الأحوال لا يوجد شيء منظم وراء كل ذلك .
وقد تعرض هذا الجهاز الى انتقادات شديدة لارتكابه سلسلة من الاخطاء في الحماية المقربة لاسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اغتاله متطرف من اليمين الإسرائيلي عام 1995 في تل أبيب.
وقد انضم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الى قمة كامب ديفيد الثلاثية في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين بعد أن قرر ضغط زيارته لليابان حيث شارك في قمة الدول الصناعية السبع الكبرى زائد روسيا التي اختتمت أعمالها في أوكيناوا باليابان في وقت سابق.
هذا وقد وصل كلينتون الى واشنطن في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء أمس الأحد ثم توجه على الفور الى المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد لمتابعة التطورات التي حدثت في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية خلال فترة غيابه ومواقف الطرفين ازاء قضايا الوضع النهائي.
وقد أعطى كلينتون بصورة غير مباشرة تقييما إيجابيا للمشاورات الجارية في القمة قبل عودته حيث أوضح أن الفلسطينيين والاسرائيليين لم يضيعوا الوقت خلال اليومين الماضيين.
وقال كلينتون في التصريحات التي أدلى بها في أوكيناوا ان المشاركين في قمة كامب ديفيد بذلوا جهودا خلال فترة غيابه وأخذوا خطوات الى الأمام,, وأكد انه بغض النظر عن التوصل الى اتفاق من عدمه فان الوفود واصلت العمل,, الا ان كلينتون لم يتحدث عن تضييق هوة الخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول قضايا الوضع الدائم.
وقد عاد الى واشنطن لينضم الى مفاوضات كامب ديفيد أمس محمود عباس المعروف باسم أبو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكان قد غادر القمة يوم الثلاثاء الماضي لحضور زفاف نجله في رام الله.
وقد اعتبرت في ذلك الوقت مغادرة أبو مازن الذي وقع اتفاق أوسلو 1993م في حديقة البيت الأبيض اشارة على عدم توقع تحقيق أي تسوية في مفاوضات الوضع النهائي.
وقبيل مغادرته واشنطن متوجها الى كامب ديفيد أكد أبو مازن ان الجانب الفلسطيني لن يقبل أي اتفاق جزئي,, مشيرا الى ان وضع مدينة القدس سيتصدر أية تسوية بين الجانبين.
وتعليقا على ما تردد بشأن وجود مقترحات لاقتسام السيادة على بعض مناطق القدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين ,, قال أبو مازن ان القدس هي القضية الأولى للعرب والمسلمين.
وكان ماهر المصري وجميل الطريفي ونبيل الشريف أعضاء الجانب الفلسطيني المشارك في المحادثات الجارية في ايميتسبرج بالقرب من كامب ديفيد لبحث القضايا الثانوية أو غير الجوهرية قد غادروا الولايات المتحدة يوم الثلاثاء مع أبو مازن غير انهم لم يعودوا.
وقد أدى ذلك لظهور تكهنات بأن المناقشات الجارية لن تشمل كافة القضايا كما كان مأمولا عند الاعلان عن القمة.
ولليوم الثاني على التوالي واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عزلته داخل مقر اقامته في كامب ديفيد لبحث الخيارات المتاحة للجانب الاسرائيلي حيث لم يشارك في أية أنشطة رسمية في اليوم الثاني عشر للقمة.
وذكرت مصادر اسرائيلية ان باراك طالب تركه بمفرده بعض الوقت لحاجته الى التفكير,, وقالت: ان باراك طلب عدم ازعاجه من قبل أي شخص نظرا لحاجته الى الهدوء لتقييم الأمور,, بينما التقت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت لمدة ساعة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتناولت العشاء معه الليلة قبل الماضية.
وقد هدأ ايقاع المفاوضات الرسمية خلال يوم أمس الاول بسبب عطلة السبت اليهودية من غروب شمس الجمعة الى غروب شمس السبت.
ونقل عن مصادر فلسطينية واسرائيلية قولها: ان الأنشطة التي شهدتها قمة كامب ديفيد خلال فترة غياب كلينتون اتسمت بالهدوء وعدم تناول الأمور الجوهرية أو المصيرية انتظارا لعودة الرئيس الأمريكي,, وطبقا للأنباء غير المؤكدة التي ترددت خلال اليومين الماضيين ينتظر باراك ردا فلسطينيا على المقترحات الرامية الى تقسيم السيادة حول بعض المناطق في القدس.
كانت تلك الأنباء قد أشارت الى ان باراك هدد بالعودة الى اسرائيل امس الأحد ما لم يتلق ردودا ايجابية.
ولم يحدد الجانب الأمريكي موعدا لاختتام مفاوضات كامب ديفيد ,, غير انه تردد ان يوم الجمعة المقبل هو اليوم الأخير للقمة,, ولم يرد أي تأكيد رسمي لهذا الموعد.
وفي نفس الوقت لم يرد ما يشير الى حدوث أي تغيير في مواقف الطرفين بشأن قضية القدس التي توصف بأنها العقبة الرئيسية أمام التوصل الى حل نظرا لامكانية تحقيق تقدم حول القضايا الأخرى مثل,, اللاجئين والحدود والمستوطنات.
وبينما قال مصدر اسرائيلي ان اليوم الثالث عشر سيوضح ما اذا كانت القمة ستشهد انفراجة أم لا,, قالت مصادر فلسطينية: ان ما تردد حول وجود مقترحات أمريكية رسمية حول القدس غير صحيح,, وان الأمر لا يتعدى أفكارا اسرائيلية رفضها الجانب الفلسطيني.
وأضافت تلك المصادر انه لم يتم التوصل لأي تفاهم حول أي من القضايا الجوهرية.
يذكر ان المتحدثين الأمريكيين يرفضون الاشارة الى تحقيق تقدم من عدمه في المفاوضات كما يتجنبون التحدث عن جوهر المحادثات الجارية في كامب ديفيد.
|
|
|
|
|