دائماً كانت تقول: إن في حياة كل امرأة رجلاً يدفعها إلى,,! .
وفي كل مرة تختلف الكلمة التي تتم فيها تلك المقولة,, لديها طفلتان وزوج وبيت تحاول قدر الإمكان أن تجعله هادئاً,, تحاول أداء كافة واجباتها كي تبحث وسط هذه التفاصيل عن ذاتها,, من خلال ممارسة أجمل ما تحب وما يستهويها (الكتابة) لكنها لاتجد تشجيعاً ولا مؤازرة من زوجها,, ولا تدري ما هي دوافعه حقيقة,, أهي الأنانية أم الإذلال؟! أم انها غيرة من نوع خاص يؤكد ذلك تلك الكراهية التي يبديها تجاه حبها للمطالعة والكتابة,, لم يقل لها ذلك صراحة من خلال عبارة أو كلمة لكنه يحاول بطرق أخرى,, بأساليب غير مباشرة,, من خلال إملاء طلباته مثلاً ساعة رغبتها الكتابة وهي تحاول عدم الدخول معه في نقاشات عقيمة,.
لذا تختلس من الوقت لحظات لكي تكتب وتنطلق مرة أخرى مثل حمامة خفيفة الخطوات منتشية الروح,.
ما ذكرته سابقاً كان نبذة مختصرة لواحدة من مجموعة الكاتبات هيام المفلح الخمسة عشرة التي صدرت تحت عنوان: الكتابة بحروف مسروقة فازت تلك المجموعة القصصية بالجائزة الثانية في مسابقة القصة القصيرة في أندية الفتيات في الشارقة,, وقد سبق لهيام إصدار مجموعة قصصية أولى بعنوان: صفحات من ذاكرة منسية .
أشعر بكثير من الفخر والابتهاج كلما قرأت إصداراً جديداً لامرأة عربية,, وسعودية على وجه خاص,, قرأت كافة قصص المجموعة ولا أعتقد يوماً بأنني ناقدة متخصصة,, ولكن، وبدافع من ولائي وحبي للقصة القصيرة لا يمنع بأن أشير إلى وجهة نظر خاصة وهي أن الاستغراق والتعمق في تحليل كل لحظة والتركيز على الأشياء الصغيرة وإعطاء كل موقف حقه من التأمل والإبحار في تفاصيله,, كل ذلك يجعل الأديب يمسك أكثر بخيوط القصة ويتحكم بقبضاتها,, حركاتها وسكناتها,, بحيث لايشعر القارئ لها بأن ثمة حاجزاً بينه وبينها,, وإنما هي تعبر عن مشاعره ووجدانه بشكل أو بآخر!.
|