| مقـالات
بلادنا بلاد الخير والحمد لله والخير هنا نأخذه بمعناه الشامل والكامل، وبشقيه الروحي والمادي، فمن المعلوم ان بلادنا هي الموئل الأول للإسلام، ومنها انطلقت دعوة الحق لتنير أرجاء واصقاع المعمورة، وقد حافظت بلادنا دولة وشعباً وحكومة على تلك المكانية الراقية لتكون الحارس الأول والأمين للقضايا والمسائل التي تخص الإسلام والمسلمين، ولعل سلاحها الأمضى كان الايمان وتطبيق شرع الله، وفي هذا السياق تأتي الدعوة الإسلامية كتاج يظلل البلاد، ولا تأتي منه إلا الخيرات بإذن الله .
لقد انطلقت قوافل الدعوة وبأشكال مختلفة فردية وجماعية، وبوسائل مختلفة سماعية وتوعوية وخطابية وتثقيفية وباستخدام تقنيات شتى من الكتاب الى الشريط إلى الإذاعة الى التلفاز والفضائيات والانترنت، والصحف وشمل تأثيرها داخل المملكة، رغم أننا نعيش في حالة إسلامية يحيا بكنف الإسلام، وكذلك خارج المملكة في الجوار القريب والبعيد، وامتد ليشمل كل بقاع ارض الله بفضل الله .
إن العملية الدعوية بحاجة لتجنيد طاقات كبيرة بشرية ومادية وفكرية خصوصاً في عالم اليوم الذي اصبحت فيه الثقافة والعلوم والأفكار هي المصادر الأساسية لأي فرع من فروع الحياة.
ويجب بكل الأحوال ألا ننسى أن هناك دعوات أخرى غير الدعوة الإسلامية تجوب أصقاع الأرض، عادة ما تكون دعوات للشر هي أقرب منها للخير، ولها مصادرها التمويلية الهائلة، لا بل إن حكومات عتيدة وعديدة تقف خلفها ومعها، وكان لمعظمها توجهات صريحة ومخفية لمواجهة الدعوة الإسلامية الخيرة، وكانت لها وجوه أخرى لا تخلو من الإيذاء، حتى قيل فيها: إنها تقدم الدواء والغذاء بيد لتدس السم باليد الأخرى وباللحظة المناسبة.
أما دعوة الحق التي تبنتها مملكتنا الحبيبة فكانت من نوع آخر، ومعدن مغاير، لأنها تمثل ما يريده الله تعالى لنا نحن البشر، وفي هذا التطبيق للمنهج الرباني تحقيق للفطرة السليمة والسعادة الحقيقية.
لقد قام أهل الخير في بلادنا من أعلى القيادات الى اي فرد طيب في مجتمعنا بدعم هذا العمل الدعوي، وكانت المساهمات دائمة ومستمرة، والدافع كان على الدوام دافعاً ذاتياً نابعاً من الإيمان الذي يعمر القلوب، يشجعه ما يراه من أفعال خير تحيط به في كل زمان ومكان، وكانت قيادتنا الراشدة وحكومتنا المباركة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله المثل الأعلى والقدوة الطيبة لكل عمل خير، هذا ماتعودناه وتعوده العالم أجمع معنا، ولذلك لم يكن غريباً على الإطلاق أن نسمع عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 8 ملايين ريال من أجل غاية محددة وواضحة ألا وهي اقامة مخيمات دعوية في جدة والطائف وابها والباحة، ولا يخفى اهمية إقامة المخيمات الدعوية في عالم اليوم، كما سبق وأسلفت نبقى بحاجة لها وخصوصا لابنائنا وأطفالنا وحتى لنا نحن، والمقيمين في رحابنا، إن اختيار أماكن تلك المخيمات وزمنها لهو بغاية الذكاء والانتقاء، فالمكان هو أماكن اصطياف وسياحة داخلية تنهض بشكل كبير وتستقطب الكثير الكثير من ابناء وطننا وضيوفه والزمان هو فترة الإجازات الصيفية، وفي هذا كل التوفيق والحرص والحمد لله .
سيقام بواسطة ذلك التبرع الثمين (4) مخيمات عنوانها الدعوة، وغايتها الدعوة، ووسيلتها الدعوة، وهدفها الدعوة، وروحها الدعوة، يرافقها (124) دورة علمية تخدم ما سلفنا ذكره وتدعمها (320) جولة دعوية في محافظات ومراكز وهجر مختلفة يشارك فيها 126 داعية.
من المعروف ان البرامج الدعوية تنفذها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد، وتأتي تغطيتها من قبل الملك المفدى حفظه الله كتقدير منه للهدف السامي من تلك البرامج الخيرة.
إن الدعوة عمل مستمر وبحاجة للروافد المباركة على الدوام، وحكومات المملكة العربية السعودية وعت هذه الحقيقة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى هذه اللحظات المباركة تحت قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين، وان هذه المداومة والمثابرة على دعم العمل الدعوي ستبقى الى ما شاء الله، وبأشكالها المختلفة ما دامت المحصلة والنتيجة الاسهام بإقامة شرع الله الحنيف.
إن بلادنا وقد تبنت وعلى كل المستويات القرآن الكريم دستورا لها، والحياة الإسلامية الصحيحة منهجاً لها، ليس غريباً عليها ما نراه من فترة لأخرى من هذه الأعمال الخيرية الكبيرة، أما خادم الحرمين الشريفين، والذي وضع نفسه بخدمة ذلك الدستور وتلك الحياة وقرن اسمه بالحرمين الشريفين فهو أول من تعودنا على مكرماته، وكلنا يقين بأنه لا يبتغي من وراء ذلك مدحا أو ثناء دنيوياً فهو يعلم أن ثوابه العظيم من عند الله عز وجل.
تلك هي الأسس التي عودنا عليها، ولا نستطيع إلا أن نرفع أكفنا بالدعاء له ولبطانته الخيرة ولكل المسلمين بأن يجعل الله الخير في كل خطواتنا انه سميع مجيب.
Alomari1420 @ yahoo com.
|
|
|
|
|